loading...
آمال طليمات

ارشيف التاريخ الشفوي آمال طليمات

آمال طليمات

صحفية

في هذه المقابلة تتحدث الصحفية آمال طليمات عن مسيرتها في مجال العمل الصحفي. آمال هي ابنه الرائدة الصحفية روز اليوسف، وشقيقة الأديب إحسان عبد القدوس. وكانت عضوة في جمعيتي “الوفاء والأمل” و”تحسين الصحة”.

تتحدث آمال عن والدتها الرائدة الصحفية فاطمة اليوسف، التي اشتهرت باسم “روز اليوسف”، وعن قوة شخصيتها، وتصفها بأنها كانت امرأة غير عادية، علمتها الصدق والمسئولية والالتزام الدائم بوفاء الوعد. لم تتأثر آمال بشهرة والدتها الواسعة في طفولتها، وتعزو ذلك إلى انشغال والدتها الدائم وعدم قدرتها على التواجد معها لفترات طويلة. تتحدث أيضاً عن علاقتها بوالدها الفنان زكي طليمات، التي قامت على الصداقة، وتصفه بأنه كان فناناً رومانسياً متفهماً، وكان هو من تذهب إليه حين تواجهها أية مشكلات في حياتها، ومن كان له التأثير الأكبر فيما يخص تعاملاتها وعلاقاتها الإنسانية مع الآخرين، وكيف كان حريصاً على مساعدة الآخرين دائماً. وتتذكر كيف حافظ والدها ووالدتها على علاقة صداقة ومودة رغم انفصالهما كزوجين. تحدثت أيضاً عن علاقتها بشقيقها من جهة الأم الكاتب إحسان عبد القدوس، وكيف اختلفت طريقتهما في الحياة، وتعزو ذلك لنشأته في بيئة محافظة مختلفة عن البيئة التي نشأت هي بها، والتي تراها أكثراً انفتاحاً وتحرراً.

التحقت آمال في طفولتها بروضة أطفال “أبلة زوزو” بشارع القصر العيني. وكانت أبلة زوزو إحدى المذيعات بالإذاعة، وتقوم بتقديم برنامج للأطفال، وتذكر أن أحد زملائها بالروضة كان الدكتور إبراهيم بدران. انتقلت بعد ذلك إلى مدرسة الليسيه الفرنسية في شارع الحواياتي (يوسف الجندي حالياً)، وحصلت على ما يعادل الشهادة الابتدائية. وتذكر أنها لم تدرس اللغة العربية في هذه المرحلة، لذا درَّس لها الشاعر والصحفي كامل الشناوي اللغة العربية في المنزل، بناء على طلب والدتها. انتقلت بعد ذلك إلى الكلية الأمريكية، وكانت تابعة للملكة نازلي. استمرت بها لمدة عامين، ثم رأت والدتها أن تترك التعليم، نظراً لعدم حصولها على درجات متقدمة، كذلك لمرور والدتها بضائقة مالية آنذاك، واضطرارها لإغلاق جريدة “روز اليوسف” اليومية، المعارِضة لحزب الوفد الحاكم آنذاك، والتي صدرت خلال الفترة من عام 1935 وحتى عام 1937. وقررت والدتها أن تصحبها للعمل وأن تتعلم الكاريكاتير بمجلة “روز اليوسف”، وكان مقرها شارع الفلكي. وتتذكر أن الفنان زهدي هو من أعطاها الدروس في فن الكاريكاتير، ولكن لم تجد آمال في نفسها الرغبة في الاستمرار في هذا المجال.

تزوجت آمال للمرة الأولى من ابن عمها وكان عمرها 17 عاماً، ولم تستمر الزيجة طويلاً نظراً لصغر سنها، وأيضاً لفارق السن الكبير بينهما. تزوجت مرة أخرى من الصحفي صلاح عبد الجيد، وأنجبت منه ابنها زكي، ولكن لم تستمر هذه الزيجة أيضاً، وحدث الانفصال. وترجع زواجيها الأول والثاني لرغبتها في الهروب من المنزل وتحقيق الاستقرار الذي لم تنعم به في ظل انفصال والديها وانشغال والدتها الدائم عنها. ولم تكن لديها الرغبة في العودة للعيش في منزل والدتها، فعاشت مع ابنها في منزل منفصل، وظلت به حتى التقت بزوجها الثالث أحمد الجندي، وكان صديقاً لشقيقها، وتزوجا وأنجبت منه ابنتيها فاطمة وزين، واستمر زواجهما الذي قام على الحب والتفاهم لمدة 25 عاماً، انفصلا بعدها أيضاً.

سافرت آمال خلال فترة زواجها برفقة زوجها إلى لندن، نظراً لفرض الحراسة عليه بعد قيام ثورة 1952، ودرست اللغة الإنجليزية، واستمرت في دراستها بعد عودتها إلى مصر حتى حصلت على شهادة من المركز الثقافي البريطاني.

بعد انفصالها، وفي عام 1975، اتجهت آمال للرسم، وباعت لوحاتها في البداية لتحسين وضعها المادي. وشاركت بعد ذلك في عدد من المعارض، كذلك قامت بعمل معرض أسبوعي بمنزلها في كل يوم اثنين، وكانت تدعو له صديقاتها والأخريات من المهتمات بالفن، وتوقفت عن عمل تلك المعارض بعد أن وصل عمرها 70 عاماً ولم تصبح لديها القدرة على إعدادها مرة أخرى.

شاركت آمال أيضاً في عدد من الأنشطة مع بعض الجمعيات الخيرية والخدمية، ومن بينها جمعية “الوفاء والأمل” وجمعية “تحسين الصحة”، وكانت مشاركتها الأكبر في مجال العلاقات العامة. وتذكر أن انضمامها إلى هذه الجمعيات كان بفضل السيدة الأولى آنذاك جيهان السادات، والتي تعرفت عليها خلال فترة إقامتها بإنجلترا، وأصبحت صديقة لها قبل أن تصبح السيدة الأولى، وتتذكر أنها احتضنتها في مرحلة عصيبة من حياتها، بعد انفصالها الأخير عن زوجها، حيث عادت إلى مصر، واضطرت إلى ترك ابنتيها بإنجلترا.

تأثرت آمال بالظروف التي نشأت بها وانفصال والدها ووالدتها، وبعدم وجود استقرار داخل أسرتها، وهو ما كان سبباً في أن أصبح لأبنائها دائما الأولوية من ناحية اهتمامها بهم ورعايتها لهم. وبالرغم من المشاق التي لاقتها في حياتها، إلا أنها اعتبرت نفسها محظوظة بالبيئة الثقافية التي نشأت بها، وتذكر رؤيتها لعدد من كبار المثقفين خلال طفولتها، ومنهم على سبيل المثال مصطفى أمين وعلي أمين.