loading...
آرليت يواكيم

ارشيف التاريخ الشفوي آرليت يواكيم

آرليت يواكيم

مترجمة، وخبيرة إعلام

في هذه المقابلة تتحدث آرليت يواكيم، إحدى رائدات العمل الإذاعي والمترجمة، عن مسيرتها مع التعليم والعمل والتحاقها بالكلية الأمريكية للبنات وحصولها على شهادة البكالوريا، ثم حصولها على شهادة الثانوية البريطانية، ثم التحاقها بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، وعملها بالإذاعة والترجمة، وحصولها على وظيفة مترجمة في هيئة الأمم المتحدة.

تتحدث آرليت عن دراستها بالكلية الأمريكية للبنات، وكيف كان هناك اهتمام كبير بدراسة اللغة العربية. وتتذكر أحد مدرسيها، وكان اسمه دكتور العتر، وعنه تقول: “كان فيه عندنا دكتور اسمه العتر كان ضرير، لكن كان هايل في الإلقاء وممتاز في المطالعة، وعلمنا ازاي نتقن الإلقاء”. وتذكر كيف حصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، ولكن من خلال دراستها أتقنت اللغة الإنجليزية أيضاً لما وجدته من بعض التشابه بين اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وكما تقول: “خدت على اللغة الإنجليزي وكان عندي فرنساوي متين جداً، وطبعاً في كلمات كتير فرنساوي وإنجليزي متشابهة جداً، بسرعة اتقنت الإنجليزي، وكان مستوايا رائع لأن إتقاني للفرنساوي مهد لي الطريق وخلاني بسرعة شديدة وصلت لمستوى كويس جدا، وكنت باطلع الأولى دايماً”. تحدثت آرليت عن إحدى معلماتها، السيدة فاطمة حمزة، وكيف تم تكريمها، وعنها تقول: “هي سيدة عظيمة”، وتتذكر أنها أول من لاحظت تفوقها في اللغات وساعدتها على تنمية موهبتها فيها.

بعد حصولها على شهادة البكالوريا، بدأت دراستها في الصف الرابع الإعدادي، ولكنها فوجئت بنقلها للصف الخامس الإعدادي نظراً لتفوقها الشديد، وكما تقول: “إن حد ينط سنة كانت ظاهرة في تلك الوقت”.

بعد انتهاء دراستها بكلية البنات، تزوجت آرليت وأنجبت، وبدأت في دراسة اللغة الألمانية حتى تتمكن من مساعدة أبنائها في دراستهم، واستمرت في دراستها لمدة أربعة سنوات ونصف. حصلت بعد ذلك على شهادة الثانوية البريطانية، ثم التحقت بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب في جامعة القاهرة، وتخرجت منه في عام 1968. وقد نصحتها إحدى أستاذات القسم، الدكتورة أنجيل سمعان، بأن تسلك مجال التدريس، ولكن لم تكن لديها الرغبة في ذلك نظراً لشغفها الشديد بمجال الترجمة، وكما تقول: “قولت لها أصلي يا دكتور حاسة إن أنا مش موهوبة وما عنديش القدرة… قالت لي ليه ده انتي بتعبري عن ضميرك كويس، قلت لها لا معلش. أنا كان مخي شغال في الترجمة لأني أعشق اللغات ما عندكيش فكرة هي هواية وهوس”.

في تلك الآونة أعلنت مؤسسة الأهرام عن حاجتها لمترجمين ومذيعين للعمل بالإذاعة، فتقدمت آرليت للحصول على وظيفة، وبالفعل حصلت عليها كما تقول: “عملت الامتحان وطلعت الأولى وعينوني بالقطعة. وقتها كان لازم تستني القوى العاملة، لكن علشان طلعت الأولى عينوني بالقطعة أو بيسموها بالمكافأة من فبراير ليونيه لغاية ما جاني تعيين القوى العاملة واستقريت في الإذاعة من سنة 1969”. استمر عملها بالإذاعة حتى عام 1976، وفي ذلك الوقت واجهت زوجها بعض المشكلات الصحية، فاضطرت إلى الحصول على إجازة بدون راتب لمدة 6 سنوات، وتركت بعدها العمل في الإذاعة، وبدأت في العمل الحر. وفي تلك الآونة كانت قد حصلت على دبلومة الترجمة من الجامعة الأمريكية.

في عام 1974، أدخلت هيئة الأمم المتحدة اللغة العربية كلغة سادسة، مع اللغات الإنجليزية والفرنسية، والروسية، والإسبانية، والصينية. وكانت رغبة آرليت هي العمل في هيئة الأمم المتحدة، فبدأت في الاهتمام بتطوير لغتها العربية، وعليه استعانت بمدرس للغة العربية لإعطائها الدروس بالمنزل، وكما تقول: “قال لي حضرتك عاوزه إيه بالضبط؟  قلت له عاوزه آخد الإلقاء والنحو وأعبر عن ضميري كويس.” كذلك استغلت كل ما لديها من فرص لتطوير لغتها العربية، وكما تقول: “لما أنور السادات مات وقعد التليفزيون قد إيه ما كانش فيه غير القرآن الكريم كنت مستلقية على الكنبة وأسمع القرآن علشان اللغة العربية الرصينة وأشوف شرح الكلمات الصعبة، بذلت مجهود”.

تقدمت بعد ذلك للامتحان بهيئة الأمم المتحدة ونجحت به وعرضت عليها الوظيفة في نفس اللحظة على حد قولها، ولكنها رفضت الوظيفة بدوام كامل، والتي كانت تستدعي السفر وتركها لمصر ولعائلتها، وكما تقول: “جاية تعملي إيه إحنا جايين علشان الـ permanent؟ قلت لهم أنا جاية أتعرف عليكم وأقول لكم أنا ما عنديش مانع آخد مهام مؤقتة لمدة شهرين، وفعلاً بعديها بأقل من شهر جالي عرض علشان أروح مونا بتاعت البيئة. قعدت أشتغل مع البيئة حاجة وعشرين سنة”.

اهتمت بعد ذلك بدراسة اللغة الإسبانية، وتعلمتها عن طريق مشاهدة القنوات التليفزيونية الإسبانية. وقد سمحت لها ظروف عملها بالسفر حول العالم، وكما تذكر، سافرت لأكثر من 90 دولة، وأحبت السفر، فزارت حتى الدول التي لما يسمح لها عملها بزيارتها على نفقتها الخاصة.