مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

رانيا أيمن

( 1992 )
كلمات مفتاحية
مكان المقابلة
مقر Entreprenelle بالمعادي
تاريخ المقابلة
16 يناير 2022
المحاورة
الأرشيف

رانيا أيمن

الدراسة: بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس 2013
مؤسِسة شركة "Entreprenelle"

في هذه المقابلة، تتحدث رانيا أيمن، مؤسسة شركة “Entreprenelle” ومديرتها التنفيذية حول رحلتها في عالم ريادة الأعمال كامرأة. تتحدث عن بدايتها المبكرة في الجامعة، وتعريفها لريادة الأعمال، والصعوبات التي واجهتها بشكل عام، وتحديدًا كامرأة في هذا المجال الجديد نسبيًا في المنطقة. أيضًا تحكي عن التحديات التي واجهتها فيما بتعلق بوباء كورونا المستجدّ وتأثيره على مجال ريادة الأعمال خاصة، ومجال الأعمال بشكل أعم.

رانيا أيمن فتاة مصرية، تخرّجت في كلية التجارة، قسم إدارة الأعمال بجامعة عين شمس، القاهرة، عام 2013. شاركت في العديد من الأنشطة الطلابيّة أثناء فترة دراستها بالجامعة، منها نشاط “Enactus”، وتتحدث في هذا السياق عن قلّة الفرص التي تقدمها الجامعات الحكومية وحداثة مفهوم ريادة الأعمال حينها. عَمِلَت أيضًا أثناء دراستها الجامعية في مشروعات تابعة لأحياء مهمّشة، مثل حي “صفط اللبن” و”حي الزبالين”، حيث كانت تساعد النساء في إنشاء مشروعاتهن الصغيرة الخاصة في مجال الحياكة مثلًا، أما في “حي الزبالين” فشاركت في مساعدتهم على إعادة التدوير بدلًا من نبش القمامة. أيضًا أثناء فترة دراستها الجامعية، كان لها مشروعها الخاص على موقع “فيسبوك”، وعملت في مجال التسويق الرقمي حتّى التخرج.

حاليًا، تشغل رانيا عدة مناصب مهمّة، منها تقديم مهام استشاريّة للأمم المتحدة في مشروع “أجورا”، وهي عضوة لجنة التسيير بـ”شبكة رائدات الأعمال” (Women Entrepreneurs Network)، وتعمل مع المجلس القومي للمرأة في عدة مشروعات، بجانب كونها ممثلة مصر الوحيدة في Beijing 25+ Youth Task Force. هي أيضًا خرّيجة برنامج الزائر الدوليInternational Visitor Program ، حيث أقامت في الولايات المتحدة الأمريكية لبعض الوقت لتبادل الخبرات، وخريجة برنامج Women Take the Lead بين مصر والدنمارك، وتعمل أيضًا مع نادي روتاري سفنكس.

أما عن “Entreprenelle”، فقالت رانيا إن لها عدد من الأنشطة، أكبرها وأهمها تنظيم فاعلية “She Can”، وهي أكبر فاعلية لرائدات الأعمال يتم تنظيمها على مستوى المنطقة العربية كلها. نظرًا لظروف جائحة كورونا المستجدّة، تم تنظيمها على شبكة الإنترنت عام 2021، وحضرها ما يقرب من 9000 شخص. كان باستطاعة أي شخص ناطق بالعربية حضور الفاعلية. تقوم “Entreprenelle” أيضًا بتنظيم ورش عمل وفاعليات تدريبية في مجال ريادة الأعمال، حيث يتم تدريب النساء على كيفية تحضير نموذج عمل، وتسويقه، والمسائل التنظيمية، إلى آخر كل ما يخص ريادة الأعمال.

فيما يتعلّق بالتحديات التي واجهتها رانيا عند إنشاء شركتها، فقالت إن الموارد كانت متوفرة، ولكنها كفتاة وجدت صعوبة في الوصول إليها، ولم تجد مساعدة كبيرة من المحيطين بها حينها. أرادت رانيا إنشاء “Entreprenelle” لمساعدة النساء على تخطّي الصعوبات التي واجهتها هي، لكيلا يرتكبن نفس أخطائها. أضافت رانيا إن هناك تحديّات لها علاقة بطبيعة العمل في مصر، منها عدم وجود قوانين في مجال ريادة الأعمال الاجتماعية. من ناحية أخرى، أكدّت رانيا أن هناك صعوبات متعلقة بسنها الصغير عند تأسيسها لشركتها، فقد أسستها في سن الثالثة والعشرين، بالإضافة إلى ردود أفعال البعض المؤسفة الذين صبّوا جام اهتمامهم على كونها فتاة، ظانين أنها فتاة تقليدية سوف تقدم على خطوة الزواج يومًا ما ومعها تنتهي حياتها المهنية. أما عن التحديات الشخصيّة التي واجهتها رانيا، فقالت إنها لم تجد دعمًا كبيرًا من عائلتها، وذلك لصعوبة وصول مفهوم ريادة الأعمال لهم، مقارنة بالوظائف التقليدية. أكدّت رانيا أن عائلتها لم تقف عائقًا أمامها، ولكن لم تدعمها بالشكل الكافي. استطاعت رانيا تجاوز مثل هذه التحديات، مؤكدة أن لا أحد يستخف بفكرة “Entreprenelle” بعد الآن، والفضل في ذلك يرجع إلى التأثير الذي تركته الشركة وأنشطتها المتعددة في مجال ريادة الأعمال.

هناك نوع آخر من التحديات التي تواجهها رانيا في عملها، وهي التحديات الخاصة بالتدريب ذاته. تأسف رانيا لحال بعض النساء اللاتي يأتين للتدريب في “Entreprenelle”، قائلة إن بعضهن لا يؤمنن بقدراتهن، لأسباب تتعلق بالتربية، فالكثير من الفتيات يكبرن وهن يفتقدن للثقة بالنفس، لا يثقن في قدرتهن على إقامة مشروع ناجح، ولهذا يسجل بعضهن المشروع باسم الأب أو الأخ، تجنبًا للمشكلات القانونية التي قد تنتج عن إخفاق المشروع. تؤكد رانيا أيضًا أن هذا ليس له علاقة بالطبقة الاجتماعية التي تنشأ فيها الفتيات. تجد رانيا أيضًا شيء من الكسل الذي تعاني منه المتدربات في البحث عن مصادر أو بذل مجهود، وترى أن هذا أيضًا يعود إلى الثقافة المجتمعية المنتشرة غير الداعمة للنساء. أما في الواقع، فترى رانيا أن الأرقام تؤكد أن النساء يثبتن أنفسهن بشكل كبير في مجال ريادة الأعمال، وأن نسبة إغلاق المشروعات التي تنشئها سيدات أقل من تلك التي ينشئها الرجال.

فككت رانيا عدد من المفاهيم الخاطئة حول ريادة الأعمال وإنشاء الشركات خاصة فيما يتعلق بالنساء في المقابلة. قالت إن خطوة البحث عن مستثمر ليضخ المال في شركة ناشئة ليست خطوة أساسية في بداية العمل، بل هي خطوة مهمة فقط في توسيع مجاله وتكبيره، وهكذا قالت إن الشخص يستطيع إنشاء شركة بمبلغ زهيد، وتحاول بأنشطة “Entreprenelle” أن تنشر المفاهيم الصحيحة بين النساء المهتمات بريادة الأعمال. أكدّت أيضًا أن الهدف ليس فصل النساء في مجتمعات مغلقة وإبعادهن عن الرجال، بل تبنّي مفهوم الأمم المتحدة القائل بإدماج الرجال في عملية تمكين النساء.

تؤمن رانيا بعدم وجود مجالات عمل خاصة بالرجال وأخرى خاصة بالنساء. ترى أن الرجال والنساء مختلفون، وأن النساء أكثر قدرة على القيام بمهام متعددة في آن واحد، عكس الرجال. تعتقد أيضًا من واقع خبرتها في العمل أن النساء أكثر التزامًا، لأنهن يحاولن إثبات أنفسهن أمام المجتمع الذي لطالما شكك في قدراتهن. تثمن رانيا أيضًا الإبداع والناحية الخلاقة في طبيعة النساء، وكونهن أكثر ميلًا للعمل مع الناس. تحدثّت أيضًا عن مشكلة تسليع المرأة، عن طريق استغلالها في مجال الإعلانات والدعاية، لجمالها الخارجي، بدلًا من تقديرها لمهاراتها وقدراتها.

وأخيرًا، فيما يتصل بجائحة كورونا وتأثيرها على مجال ريادة الأعمال، قالت رانيا إن شركتها استطاعت تجاوز العقبات التي فرضتها هذه الجائحة بشكل كبير، فقد تسببت في فرض التحول الرقمي على الشركة بسرعة كبيرة. تؤكد رانيا أن هناك عدد كبير من الشركات الأخرى التي لم تستطيع مواكبة هذا الحدث، وبالتالي لم تستطيع الاستمرار. أشارت أيضًا إلى عمل “Entreprenelle” مع المجلس الثقافي البريطاني في مصر على مشروع “Women Entrepreneurs at Risk”، والذي ركّز على مساعدة رائدات الأعمال اللاتي تأثرت أعمالهن بسبب وباء كورونا المستجدّ.

لا يوجد مقاطع فيديو