في هذه المقابلة تتحدث الفنانة زهرة العلا، إحدى رائدات التمثيل، عن عملها بهذا المجال، وكيف بدأت رحلتها معه بسبب والدها. حصلت زهرة العلا على دبلوم معهد الفنون المسرحية في عام 1954، وتعلمت التمثيل على يد الفنان يوسف وهبي. عملت بالسينما وقدمت أعمالاً وصلت إلى 120 فيلماً، منها أفلام “رد قلبي”، و”إسماعيل يس في الطيران”، و”جمعية قتل الزوجات”، و”أنا الهارب”، و”أنا لا أكذب، ولكني أتجمل”. شاركت أيضاً فيما يقرب من 50 مسلسلاً تلفزيونياً على مدى تاريخها الفني، منها مسلسل “إني راحلة”، ومسلسل “على هامش السيرة”، ومسلسل “زهور وأشواك”. كما شاركت أيضاً في عدد من المسرحيات والمسلسلات الإذاعية.
ولدت زهرة العلا بمحافظة الإسكندرية لأب تركي-مصري، عمل مفتشاً بالزراعة، وأم مصرية. انتقلت بعد ذلك مع عائلتها إلى القاهرة والتحقت بمدرسة مصرية، هي مدرسة “المعهد العلمي”. بدأ ولعها بالفن منذ الصغر، حين كان عمرها حوالي 10 سنوات، وتتذكر إعجابها الشديد بالفنانة ليلي مراد، حتى أنها حفظت حوارات أفلامها، وأرادت أن تعمل بمجال التمثيل حتى تراها وجهاً لوجه.
لمس والدها حبها للفن ورغبتها في العمل بمجال التمثيل، ما دفعه لتقديمها إلى يوسف وهبي، وكان صديقاً له تعرف عليه خلال فترة دراسته في ألمانيا. تتذكر اصطحاب والدها لها إلى المسرح لمقابلة يوسف وهبي، الذي ابدى اعتراضاً على عملها بالتمثيل، نظراً لصغر سنها. وتتذكر لقاءهما بالفنانة أمينة رزق وهما في طريقهما للخروج من المسرح، حيث اقترحت على والدها أن يلحقها بالمعهد للدراسة، وأرسلت معهما خطاب تزكيه موجه للفنان زكي طليمات، وكان مدير معهد التمثيل في ذلك الوقت.
تقدمت لامتحانات معهد التمثيل، وتركت المدرسة من أجل الالتحاق به دون علم والدتها آنذاك. وتتذكر أن والدتها قد علمت بالتحاقها بالمعهد عن طريق الجرائد، وغضبت واستاءت بشدة، حتى أنها طلبت الطلاق من والدها، ولكن تم الصلح بينهما في النهاية.
استمرت بالمعهد لمدة 4 سنوات، حتى حصلت على شهادة الدبلوم في عام 1954. كان من بين مدرسيها البارزين في المعهد يوسف وهبي، وعلى الرزقاني، وعبد الرحيم خشبة. وتتذكر أنه أثناء تواجدها في أحد الأيام بدار الأوبرا لمشاهدة أحد العروض، طلب مدير دار الأوبرا، الفنان شكري راغب، مقابلتها، وعندما ذهبت، وجدت الفنانة عزيزة أميرة، التي سألتها عن رغبتها في العمل بالسينما، وكان ردها بالطبع هو الإيجاب. وبالفعل قامت بدور ابنتها في فيلم من بطولتها بالمشاركة مع الفنانة صباح. وتتذكر الرهبة التي شعرت بها خلال تصوير الفيلم وصعوبة الأداء بالنسبة لها، كونه أول تجاربها في التمثيل. شاركت أيضاً، خلال فترة دراستها بالمعهد في عام 1952، في فيلم “الإيمان”، بطولة الفنان عبد الرحيم الرزقاني، والفنان محمود المليجي. وتتذكر قيامها بدور أم في هذا الفيلم، الأمر الذي استلزم العمل على تغيير شكلها لتبدو أكبر سناً عن طريق المساحيق.
تزوجت وعمرها 18 عاماً من ابن عمتها، ضابط الشرطة، وكان ذلك هو شرط والدها حتى تستمر في علمها بمجال التمثيل. استمرت في عملها بعد الزواج، واستمر زواجها لمدة 10 سنوات، ولكن تم الانفصال بعد ذلك بسبب اختلاف طبيعة حياة كل منهما. عادت للحياة مع والدها ووالدتها مرة أخرى، حتى تزوجت وعمرها 28 عاماً من والد بنتيها، أمل ومنال، المخرج حسن الصيفي، الذي التقت به خلال عملها معه في فيلم “صورة الزفاف”.
تتحدث زهرة العلا عن علاقتها بزملائها من الفنانين، التي قامت على الصداقة والمعاملات الطيبة والاحترام المتبادل بينهم، وتتذكر منهم الفنانين رشدي أباظة، الذي اعتبرته بمثابة أخ لها، وشكري سرحان، ويحيى شاهين. وتتذكر تطوعها مع مجموعة من الفنانات في رحلة “سفيرات الرحمة”، التي قمن فيها بالذهاب إلى مختلف المحافظات من أجل توزيع الإعانات على الفقراء.
وتذكر زهرة العلا أنها لم تسنح لها الفرصة للتمثيل أمام الفنانة ليلى مراد كما تمنت دائماً، ولكنها بعد أن امتهنت التمثيل، ذهبت إلى أحد الأستوديوهات أثناء تصوير ليلى لإحدى أغنياتها، وشاهدتها ورحلت.
37498197(202)+
37497527(202)+
4 ش عمر بن عبد العزيز متفرع من ش العراق المهندسين، الجيزة، جمهورية مصر العربية