تتحدث سلوى مجدي القصبجي في هذه المقابلة عن عملها كمؤسسة شركة Sara’s Advertising، كما تتحدث أيضًا عن حياتها الشخصية وقيمها الدينية، وعن العمل في مجال الإعلان والتسويق بشكل عام. تُعرّف سلوى نفسها بكونها أم وسيدة أعمال. في شركة Sara’s Advertising تساعد سلوى وفريقها عملائهم في تسويق مصانعهم ومشروعاتهم، وتطوير أعمالهم، أو حتى أن يكتشفوا في أنفسهم أو مشروعاتهم ما لم يعرفوه من قبل. تتحدث سلوى تحديدًا عن الشعور الذي قد ينتاب البعض عند سماع اسم علامة تجارية مسجلة، مثل “نايك” أو “كوكو شانيل”، وتقول إن مثل هذه المشاعر هي جوهر عملها في مجال الإعلان. تؤمن سلوى بأهمية المشاركة المجتمعية للشركات، فتتبرع بـ 2.5% من دخل الشركة للفقراء والمحتاجين.
بدأ شغف سلوى بالإعلانات في سن مبكرة، حيث تعد طارق نور وإعلاناته مصدر إلهام كبير لها، وأرادت منذ هذا السن الصغير أن تكون لها شركة إعلانات خاصة بها. أرادت سلوى أيضًا أن تقوم بعمل خدمي، واتجهت للإعلان عندما لم تستطيع أن تصبح طبيبة كما أرادت. تفرّق سلوى في المقابلة بين التسويق والإعلان، حيث يكون التسويق هو التخطيط للإعلان، ويشمل تحليل المنتج، وجودته، وتغليفه وما شابه.
عملت سلوى مع المهندس ممدوح حمزة في بداياتها، وهو مصمم الجسر المعلق فوق قناة السويس ونصف قرص الشمس بمكتبة الإسكندرية، وتصفه بكونه “أسطورة” في مجالي الهندسة والأعمال والإدارة، وتقول إنها تعلمّت منه الكثير أثناء العمل على الحفل الافتتاحي لمكتبة الإسكندرية. من ضمن الخبرات التي اكتسبتها من التعامل معه كانت معاملة الموظفين على إنهم أعضاء فريق، لا مجرد عاملين بلا شغف. تؤمن سلوى أيضًا أنها عضوة في هذا الفريق، وتختلف مع ما يُشاع من البعض الذين يدخلون مجال الأعمال “كي لا يتحكم فيهم أحدًا”. فهي ترى أن العملاء في مجال الأعمال هم مديريها، وإرضائهم مهمتها، وتعتبر عملائها شركاء، لا مجرد عملاء. تولي سلوى في عملها اهتمامًا خاصًا بالنساء، فتقدم لهن خصمًا أحيانًا على الخدمات التي تقدمها مراعاة لظروفهن، فبعض السيدات اللاتي يأتين بحثًا عن خدمات التسويق مطلقات وأرامل، فتراعي الشركة مثل تلك الظروف، وتؤكد أن في مثل هذه الحالات تقوم الشركة أيضًا بالعمل بشكل قريب مع السيدة وإعطائها الخبرة، لا فقط الخدمات الدعائية. تعد شركة Sara’s Advertising من أفضل عشر شركات في مساعدة رواد الأعمال في مصر.
تحدّثت سلوى عمن تعتبرهن مثل عليا، مثل عائلتها، تحديدًا والدتها المهندسة، والمهندسة المعمارية العراقية زها حديد، والسيدة جيهان السادات، ومقدمة البرامج الحوارية الأمريكية أوبرا وينفري، والسيدة خديجة. ترى سلوى أن الدين الإسلامي قد قدّم لمتبعيه كل ما يحتاجونه في مجال الأعمال، فتتحدث عن أمثلة من الدين في الإدارة ومهارات التفاوض. تؤمن سلوى أيضًا بأن الرجل والمرأة يدفعوا بعضهم البعض للأمام إن كانت علاقتهما سليمة وصحية. تنتقد سلوى بعض الأمهات المتعلمات والمثقفات واللاتي تميل قلوبهن في اتجاه ابنائهن لا بناتهن، وبالتالي يظلمن بناتهن، ويكلفنهن بمهام ليست من اختصاصهن. تؤكد أنه على عكس الثقافة السائدة، لا يلزم الدين الإسلامي المرأة بالأعمال المنزلية، ولكن المجتمع الذكوري أدى إلى الوضع الحالي للمرأة في المجتمع. لا تؤمن سلوى بالمساواة بين الجنسين، بل بكون المرأة المسلمة مكرّمة من قبل الإسلام، ولها حقوق وعليها واجبات. تؤمن سلوى أن عليها أن تكون واجهة جيدة لبلدها أثناء العمل مع الأجانب، وتريد أن تثبت لهم أن المجتمعات العربية والإسلامية ليست منغلقة.
أما عن عائلتها وأسرتها الصغيرة، فتقول سلوى أنهم جميعًا كانوا داعمين لها، بجانب أصدقائها. كانت والدتها تساعدها ماديًا في بعض الأحيان، وتقول إن والدها قدم لها النصيحة وإخوتها ساندوها كثيرًا. تتحدث سلوى عن زيجتها الأولى التي لم تكلل بالنجاح، ولكن توعز نجاحها الحالي لزيجتها الثانية، فقد ساندها زوجها أيضًا، وتحاول سلوى أن ترسخ في أبنائها الثقة والاعتماد على النفس وعدم الاتكالية على الآخرين. تتخذ من المليارديرات مثل ستيف جوبز وبيل جيتس مثلًا أعلى فيما يتعلق بالتعامل مع أبنائها والنقود، فهم لم يورثوا أبنائهم من ثروتهم، وهكذا يعلموهم أهمية الاستقلالية، فهي لا تميل لتدليل الأبناء. لا تهتم سلوى بمسألة السن فيما يتعلق بتعيين الموظفين، ولا تؤمن أن ريادة الأعمال هي ريادة الأعمال في التجارة فقط، بل قد تكون في المنزل وتربية الأبناء.
فيما يتعلق بالمعوقات والعقبات التي قابلتها وتقابلها سلوى في عملها، فقالت إنها تتلخص في مشكلة الفساد والرشوة في مصر، على عكس التعامل مع الأجانب. قالت أيضًا إنها استغرقت وقتًا طويلًا في تعلم نظم الحسابات والضرائب وما شابه، خاصة مع تغير قانون الضرائب باستمرار.
وفي سياق آخر، عند سؤالها عن رأيها في مسألة الجندر ومجال الأعمال، قالت سلوى إن الفريق لا يجب أن يتكون من رجال فقط أو من نساء فقط. ترى أن الأعمال الشاقة في تنظيم المعارض مثلًا مناسبة أكثر للرجال، أما الأعمال التي تتطلب حسًا فنيًا فمناسبة أكثر للنساء. أما فيما يتعلق بكونها زوجة وأم، فقالت سلوى إن المسألة تحتاج لمهارات إدارة الوقت، ولكن أحيانًا تتأثر الواجبات المنزلية جراء العمل، والعكس أيضًا صحيح، وهذا طبيعي، ويجب على الشخص أن يتقبله، وأن يكون مرنًا في تفكيره ونظرته للأمور.
تنظر سلوى لمشكلة فيروس كورونا المستجد من ناحية دينية، فتتحدث عن السبع سنوات العجاف، واستحالة دوام الحال، ولكن أيضًا تؤكد أنها شكلت تحديًا لعملها، وأنها كالكثير من صاحبي الأعمال الآخرين حولت عملها إلى شبكة الإنترنت كي تضمن استمراريته.
هكذا غطّت المقابلة جوانب متعددة من حياة سلوى مجدي القصبجي، أهمها عملها في مجال الإعلان والتسويق، وحياتها الشخصية تحديدًا زوجها وبناتها وأبنائها وعائلتها، وأهمية القيم الدينية في حياتها، واختتمت المقابلة بتأكيد سلوى أن الشعب يكون قويًا عندما تكون المرأة قوية.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.