تتحدث رائدة الأعمال علا لطفي في هذه المقابلة عن حياتها الشخصية والعملية، تحديدًا عن تغيير مسارها المهني من الإرشاد السياحي إلى ريادة الأعمال، وأيضًا عن التحديات التي قابلتها في مسارها المهني متعدد الاتجاهات، والتحديات التي تواجهها النساء في رحلتهن لبناء أعمالهن الخاصة. تتحدث أيضًا عن جائحة فيروس كورونا المستجد، وكيف قضت وقت الإغلاق، وكيف استفادت منه أقصى استفادة.
تخرّجت علا في المدرسة الألمانية بباب اللوق، ثم كلية السياحة والفنادق، قسم إرشاد سياحي، وعملت لمدة إثنى عشرة سنة كمرشدة سياحية، إلا أن وقوع أكثر من حادث إرهابي في مناطق سياحية عديدة في التسعينيات أدى إلى إعادة تفكيرها في اختيارها لمهنة الإرشاد السياحي، لأن المهنة لم تعد تكفل لها الشعور بالأمان من ناحية الأمور المادية، فقررت تغيير مسارها المهني.
تقول علا إن هذا لم يكن سهلًا، خاصة مع بدايات دخول أجهزة الكمبيوتر إلى مجال الأعمال المكتبية وأهمية تعلم تلك المهارات الجديدة. عملت علا لفترة في تدريس التاريخ الفرعوني لطلبة قسم اللغة الألمانية بجامعة خاصة، ثم شعرت أنها لم تجد نفسها، فبدأت العمل في مجال الدعاية والإعلان إلا أنها لم تجد فيه الشعور بالأمان من ناحية الماديات، ثم انضمت إلى فريق عمل شركة فودافون، حيث بدأت مسارها المهني في مجال العلاقات العامة، وبعدها انضمت إلى غبور أوتو ثم إلى شركة مونديليز، حتى بدأت جائحة كورونا، وحينها تم تخييرها بين الانتقال إلى دبي، أو الاستقالة، فاختارت الاستقالة. عند تخرّج ابنها، بدأت تفكر في مشروع ينشئانه سويًا، فتوصلا إلى فكرة تصنيع طعام للحيوانات الأليفة، وتؤكد أن المشروع نجح في ترك بصمته بين العلامات التجارية المنافسة، ففي أكتوبر القادم سيكونا قد افتتحا هذا المشروع منذ عامان. بالإضافة إلى هذا، افتتحت علا مشروع The Dog Cafe، وهو مشروع كافيتريا للكلاب، وحاليًا تقوم بالتسويق للمشروعين.
عند سؤالها عن وجود تخوفات لديها قبل بداية مشروعاتها، أكدت علا أنها تحب التحدي، وأن مجرد قيامها بشيء مختلف أعطى لها شعور بالتفاؤل حيال هذه المشروعات. لم تتوقف علا عن التعلم، فحصلت على دبلومة في العناية بالحيوانات الأليفة، بينما درس ابنها دبلومة في تغذية الحيوانات الأليفة. تؤكد علا أن هذا الكافيه هو الأول من نوعه في مصر، وأن هناك بعض الأماكن التي تقدم خدمات شبيهة، ولكن ليس كهذا، حيث تبيع منتجات الكلاب، ولديها قائمة طعام خاصة فقط بالكلاب، على عكس الأماكن الأخرى التي تطعم الكلاب من طعام البشر العادي، وقد يتسبب هذا في أضرار صحية لهم.
أما فيما يتعلق بأسرة علا ودعمهم لها من عدمه، أكدت أن أسرتها لطالما دعمتها، ولا سيما والدها المصرفي، الذي كانت تستمتع بالنقاش معه في كل ما يخص عالم الشركات. أما عن حالتها الاجتماعية، فكانت أم عزباء، وقررت ألا تنكسر، وتقول إن وجود ابنها في حياتها شكل دافعًا كبيرًا لها للأمام، فهي أرادات أن يكون فخورًا بها، وألا تخذله أبدًا.
أما عن التحديات والمعوقات التي قابلتها علا خلال مسارها المهني، قالت إن أثناء عملها كمرشدة سياحية، كان التحدي الأساسي الذي قابلته هو غياب وعي قطاع كبير من المصريين لأهمية السياحة، فكل العوامل طاردة للسياحة في مصر، أما في غبور أوتو فشعرت أنها غريبة في هذه الشركة، وتبرر هذا بأن الموظفين هناك لم يكونوا معتادين على وجود امرأة تتمتع بالكفاءة وقوة الشخصية في المكان، إلا أن تصميمها على إثبات نفسها أدى إلى أنهم اقتنعوا بجدارتها. حتى عند خروجها من مجال الشركات، وعملها في The Dog Café، واجهت عقليات ذكورية بحتة، فهي تتعامل مع عمال وموردين، وشركات تجديد، وما شابه، الذين يرفضون مثلًا تركها لتحمل الأشياء الثقيلة، فقد أعربت عن كراهيتها لمثل هذه العقليات. أكدت أيضًا أن اهتماماتها متعددة، ولديها خبرة كبيرة في العديد من المجالات، وأن هذا قد يُشعر الرجال حولها بشيء من التهديد.
فيما يتعلق بالتحديات التي تواجهها النساء رائدات الأعمال بشكل عام عند محاولتهن أن يبنين شركاتهن الناشئة، قالت علا إن هناك عقلية تستخف بالنساء نوعًا ما أو تستهين بقدارتهن في مجال الأعمال، فمثلًا كانت تذهب للسوق لشراء بعض مستلزمات طعام الحيوانات الأليفة، وكانت تجد نوعًا من صعوبة التعامل مع الآخرين، الذين يبدوا أنهم لا يشعرون بالراحة في التعامل مع سيدة لمجرد أن مظهرها يختلف عنهم.
أما عن رؤيتها فيما يتعلق بوجود بعض الأعمال التي يفضل أن يقوم بها الرجال أو تقوم بها النساء، قالت علا إنها لم تحتك كثيرًا بشكل من أشكال التفرقة الجندرية، اللهم إلا مثلا عدم تفضيل النساء في الأعمال التي تتطلب بذل مجهود جسدي كبير في المصانع، وترى علا أن هذا مبرر. وفي سياق متصل، عند سؤالها عما إذا كان هناك فارق في الالتزام بالعمل بين الرجال والنساء، أكدت علا أنها لم تلحظ فارقًا في جودة العمل، ولكنها لاحظت فارقًا فيما يتعلق بالالتزام بالمواعيد وما شابه. ولكنها علّقت بشكل خاص على الصعوبات التي واجهتها كمديرة لرجال. إلا أنها أكدت في النهاية أنها تنال احترام موظفيها عندما يدركون أنها تدعمهم، وأن لها أسلوبًا خاصًا وسياسة في العمل، فتقل الصدامات عندما يفهمونها. تقول علا إن النساء يبذلن مجهودًا أكبر من الرجال في إثبات ذواتهن في مجال العمل.
أما فيما يتعلق بجائحة كورونا، فقالت علا إنها كانت فترة جميلة في حياتها، وإنها استغلتها في إجراء التجارب المعملية على طعام الحيوانات الأليفة الذي تقدمه، وثبت أنه يحتوي على أعلى معدل للبروتين في السوق. قالت إنها قضت وقتًا طيبًا مع عائلتها، وإن الهدوء المحيط بها ساعدها على التفكير الإبداعي. اختتمت علا الحوار بقولها إنها في مرحلة تريد فيها أن تعمل من أجل الاستمتاع بالعمل، لا لأنها مضطرة للعمل.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.