تتحدّث فاطمة الزهراء أحمد في هذه المقابلة عن شركتها الخاصة MEAComS، والتي افتتحتها منذ أربعة عشر عامًا وعن دراستها وبدايتها في مجال العلاقات العامة، وأيضًا عن أسرتها، وتجيب عن بعض الأسئلة حول الجندر والعمل بشكل عام، ووباء كورونا المستجد وتأثيره على عملها بشكل خاص، كما تعبّر عن آراءها فيما يتعلق بالتعليم والتربية، وأهمية دعم الأهالي لاختيارات أبنائهم وبناتهم العملية.
تخرّجت فاطمة في كلية الألسن، قسم اللغة الإنجليزية، وعملت في مجال الترجمة لبعض الوقت، لكن لم تجد فيه شغفها، فانتقلت إلى التسويق في مجال الاتصالات، ثم إلى العلاقات العامة. بدأت فاطمة دراستها لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال (MBA)، وهي الدرجة العلمية التي لاحظت فاطمة أهميتها في إعلانات العمل، فقد كانت “مفضّلة” في مرحلة ما، ثم صار الحصول عليها إجباريًا. ثم بدأت بالصدفة في التواصل مع شركة تختص بمجال الطاقة الشمسية، مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية. حينها كان عليها أن تبدأ شركتها الخاصة كي تبدأ العمل مع تلك الشركة، وبدأت شركتها وحدها دون أي شركاء. في البداية اعترض بعض أفراد أسرة فاطمة على عملها، في خشية أن تخسر مالها الخاص الذي استثمرته في هذه الشركة الناشئة.
تؤكد فاطمة أن مجال عملها في MEAComS دينامي جدًا، حيث يتسنى لها العمل مع مجموعة متنوعة من العملاء، من مجالات متعددة، تمامًا كشركات الدعاية والإعلان. تشير أيضًا إلى أن العمل في مجال العلاقات العامة يحتاج إلى مهارات تعدد المهام والمهارات الاجتماعية، والسرعة في الأداء، والمرونة. تصف فاطمة MEAComS بكونها وكالة علاقات عامة تعني بالأنشطة الإعلامية للشركات، من خلال المؤتمرات الصحفية، والمقابلات الشخصية، وإدارة الأزمات، والرصد الصحفي للأخبار ومعناه متابعة أخبار الشركات المنافسة للعميل، وأيضًا بالتدريب، تحديدًا تدريب العملاء على التعامل مع الصحفيين والميديا. تهتم MEAComS بكل ما يتعلق بالتواصل الإعلامي، والفاعليات، وأيضًا تقدم خدمات مثل الترجمة وكتابة المحتوى الذي تقدمه الشركات للصحافة.
أما من ناحية معاناتها من مشكلات محددة في العمل فقط بسبب جنسها، فأكدت فاطمة أن هناك بالتأكيد معوقات تتعلق بكونها سيدة، فمثلًا عندما تقوم بمراجعة بعض مستندات الحسابات، قد يستشعر المحاسب الرجل الذي يعمل معها بنوع من أنواع الإهانة، فالرجال، تقول فاطمة، لا يحبون أن يشعروا أن رئيستهم امرأة، وتقول فاطمة إن السبب في ذلك هو الفكر الأبوي المنتشر في ثقافتنا. لحسن الحظ، تقول فاطمة إنها لا تواجه مثل هذه المشكلات مع العملاء أنفسهم، فمن يطلبون خدماتها يعرفونها جيدًا. في سياق متصل أيضًا تقول فاطمة إن البيئة العامة في مصر ليست مشجعة للأعمال، والمقارنة بين بيئة مصر وبيئة بلدان أخرى ليست في صالح مصر. ترى فاطمة أن الأعمال عمومًا دائمًا مرتبطة بالرجال تحديدًا في مجالات مثل الحديد والكيانات الصناعية، ولكنها تضرب المثل بصانعة الحلي عزة فهمي، المرأة التي استطاعت إنشاء كيانًا بالغ الشهرة والنجاح. تضطر النساء إلى محاربة الأفكار والموروثات الاجتماعية، تقول فاطمة، وأحيانًا يكون عبء محاربة تلك الأفكار والموروثات أثقل من عبء العمل نفسه، خاصة مع عدم وجود دعم كاف، وقد لا يأتي الدعم من المرأة نفسها، تقول فاطمة، فبعض النساء لا يدعمن النساء، ولكنها ترى اختلافًا في تلك الثقافة مع تقدم الزمن، فترى أن الجيل الحالي أكثر دعمًا لبعضهن البعض.
فيما يتعلّق بالجندر أيضًا، قالت فاطمة إن فريقها الحالي يتكون من النساء فقط، وإن هذا كان مقصودًا، لا بمحض الصدفة، وتؤكد أن النساء أكثر قدرة على العمل في مجال العلاقات العامة، وإنها تشجع تمكين المرأة. تعمل فاطمة أيضًا مع الرجال، مثل المصممين والمصورين، ولكنها تحرص على اختيارهم بعقلية معينة متفتحة، حتى لا تحدث صدامات بينها وبينهم، وتؤكد أنها أحيانًا يجب أن تكون ديكتاتورية في قراراتها حرصًا منها على حسن سير العمل. حين سؤالها عن وجود فروقات جندرية بين أداء الرجال والنساء في العمل، قالت فاطمة إن السيدات أكثر قدرة على العمل على أكثر من مهمة في نفس الوقت، أما الرجال فيفضلون التركيز على مهمة واحدة والانتهاء منها ثم الانتقال لمهمة أخرى، فلا يحبون تشتيت أنفسهم. تؤكد أنها تحب العمل مع النساء وتثمن ما يقدموه، وتحملهن المسؤولية، فهن لا يخيبن ظنها أبدًا.
في سياق متصل، قالت فاطمة إن مجال العلاقات العامة جاذب للنساء، وأن 80% من مُلاك وكالات العلاقات العامة من النساء والباقي من الرجال في مصر. أما في مجال الإعلان فقد يكون جاذب للرجال بشكل أكبر، لأن من يعملون به يضطرون لقضاء ساعات طويلة في مكاتبهم ويحتاجون للتعامل مع فنيين وإداريين. أما العلاقات العامة فتحتاج للمهارات اللغوية والموهبة والصورة العامة، فهو مجال أكثر أنثوية في رأيها، فالفتيات أكثر قدرة على بناء العلاقات وعلى الظهور الإعلامي. ولكن تؤكد فاطمة بشكل عام أن هذه ليست قواعد صارمة، فهناك الكثير من النساء في مجال الإعلان، والكثير من الرجال في مجال اللغات والترجمة.
تقول فاطمة إن شركتها حاليًا تابعة لواحدة من أهم شركات العلاقات العامة في العالم، وأن هذا أعطاها الفرصة للعمل مع عملاء دوليين مثل بلاك بيري، وكانون، وإتش بي، وشيل للزيوت وجنرال إلكتريك. ولكن عندما بدأت جائحة كورونا، تأثر عملها بالتأكيد، فحدث توقف في بعض الأعمال التي تمارسها، ولكنها تعد تلك الفترة راحة، فلم تكن هناك فاعليات كثيرة ليتم تنظيمها، ولم يكن هناك الضغط العصبي المعتاد المتعلق بالعمل. استطاعت فاطمة أيضًا أن تتكيف مع الوضع عن طريق العمل عن بعد.
اختتمت فاطمة حديثها بتأكيدها على فكرة أهمية تشجيع الأهالي لأبنائهم وبناتهم على البحث عن شغفهم، حتى لو كان هذا الشغف في رأيهم ليس مصدرًا جيدًا للدخل، فعندما ينجح الابن أو تنجح الابنة في إيجاد شغفهم، سيحققون في ممارسته النجاح، وهذا سيدرّ الدخل، فلا يجب إجبارهن أو إجبارهم على مسار مهني معين. علّقت فاطمة أيضًا على مشكلة التعليم في مصر، وأنها تلاحظ عدم وجود جديّة في التعليم والتربية في بعض المدارس وأيضًا من ناحية الأهالي في المنازل، وأكدّت على أهمية الكد والعمل الجاد في سبيل تحقيق ما يرغبه الشاب أو الفتاة في مسارهم/مسارهن المهني.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.