مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

فرح أحمد

( 1989 )
مكان المقابلة
زووم
تاريخ المقابلة
19 ديسمبر 2021
المحاورة
الأرشيف

فرح أحمد

الدراسة: جامعة ولاية ميزوري – ماجستير إدارة الأعمال (MBA)،– 2015 جامعة القاهرة – كلية الإعلام 2010
مؤسِسة ومديرة تنفيذية The Baby Garage

تتحدث فرح أحمد في هذه المقابلة عن شركتها الناشئة “The Baby Garage”، وعن أسرتها، والنساء في مجال الأعمال والمجال العام، وعن جائحة كورونا وتأثيرها على عملها بشكل عام.

تتمتع فرح بخبرة تقترب من أربعة عشر عامًا في مجال الشركات، حيث بدأت العمل وهي طالبة بالسنة الأولى بالجامعة. عملت في أكثر من شركة تحديدًا في مجال التنمية والإعلانات والتسويق، حتى وصلت لتأسيس فرع شركة أجنبية في مصر اسمها “Think Digital Group”، قبل أن تتفرّغ بشكل كامل لشركتها الناشئة الخاصة “The Baby Garage” في مارس 2021، والتي كانت قد تأسست رسميًا في يناير 2020. تحكي فرح قصة تأسيس شركتها الخاصة، قائلة إنها بدأت عام 2015، وكانت حينها معتمدة على جهود متطوعين، وكانت تخصص لها جزء من وقتها فقط، لا وقتها كله. حينها كانت المنصة قائمة على مساعدة الأمهات لبعضهن البعض دون أدنى رغبة بالربح. لاحقًا بدأت فرح مبادرة أسمتها “Mompreneur”، والتي كانت قائمة على مساعدة الأمهات على العمل من المنزل، حيث شجعت المبادرة الأمهات على شراء بضائع للأطفال وبيعها على المنصة. تقول فرح إن تلك المبادرة دعمت أكثر من ألف أم كي تبدأ مشروعها حتى الآن. طوّرت فرح أيضًا من المنصة، حيث اتجهت لصناعة المحتوى، فبدأت بنشر مجلة حول كل ما يخص الأم والطفل باللغة العربية باستخدام مراجع أجنبية وعلى لسان الخبراء. ظل هذا كله عملًا غير هادف للربح حتى تم احتضان المنصة من قبل وزارة الاتصالات المصرية، حين فازت المنصة بالمركز الأول في مسابقة “هي رائدة”. حينها بدأت فرح في التوسُع في شركتها، وتكبير فريق عملها الذي كان يتكون من متطوعين فقط.

تؤكد فرح أن ما دفعها لتأسيس مبادرتها كان خبرتها الشخصية في الإنجاب، فتقول إن النساء لا يجدن شبكة دعم كبيرة حولهن وهن يخضن تجربتي الإنجاب والأمومة. ترى فرح أن الإنجاب تجربة جميلة، ولكنها صعبة، حيث تجد الأم الجديدة نفسها أمام مسؤولية كبيرة، وقد تعاني من أزمات صحية أو نفسية، وتعتقد أن المجتمع لا يحاول معالجة مثل تلك المشكلات، أو تداركها قبل أن تقع. أيضًا تؤكد فرح أن المنصة لا تستهدف الأمهات فقط، بل الآباء أيضًا، فللأب دور عليه أن يلعبه كي يخفف عبء الأم. ولكن تقول فرح إن 90% من العبء لا يزال يقع على الأمهات نتيجة للثقافة المجتمعية المحيطة بتجربة الأمومة.

أما عن التحديات التي تواجهها فرح في عملها، فتقول إن أغلبها شخصية، وتتلخص في كونها أمًا وسيدة، مما يعني تعدد مسؤولياتها. تقارن بين يوم الرجل ويوم المرأة، موضحة أن معظم الرجال في الثقافة المصرية لا يستهلكون طاقتهم فيما يتعلق بالأطفال، على عكس الأم التي قد تقضي وقتًا أطول لإنجاز نفس العمل الذي ينجزه الرجل. أما عن التحديات الأعم والمتعلقة بريادة الأعمال والنساء، فتضع فرح يدها على إحدى المشكلات المتعلقة ببرامج دعم رائدات الأعمال، وهي أنها ترتكز معظم الوقت على تشجيع النساء على بدء مشاريعهن، لا على استمراريته. تقول أيضًا إن معظم هيئات الاحتضان تستثمر في الرجال بنسبة 90%، وتقول إن هذا يعود إلى العقلية العامة في الوطن العربي والعالم كله، فقد جرت العادة على احتلال الرجال للمراكز القيادية. ترى فرح أن هناك صور نمطية كثيرة فيما يتعلق بالوظائف، حيث تفضل بعض الشركات توظيف الرجال في وظائف معينة والنساء في وظائف أخرى، ولكنها تؤكد أنها قابلت نماذج لا تؤمن بمثل هذا التنميط رغم كل التحديات التي تواجههن. تعتقد فرح أن في مجالها، يعمل الرجال والنساء بالتساوي، لكن عندما يتعلق الأمر بالمبيعات، يكون الطلب أقوى على المرأة، وهذا نوع من التنميط الذي لا يعجب فرح. لا ترى فرح فرقًا في الالتزام بالعمل أو أداءه بين الرجال والنساء، فالفرق في الأداء لا يعود للجندر، بل للشخصية والبيئة التي تربّى/تربّت فيها الشخصية وخبرات الشخص السابقة. تنتقد فرح الشركات والمؤسسات التي تميّز بين الموظفين على أساس الحالة الاجتماعية أو كون الموظفة أمًا. لم تواجه فرح مشكلة في كونها مديرة وسيدة، ولكنها تؤكد أن مثل هذه العقلية موجودة لدى نسبة من الموظفين الذين لا يستطيعون تقبّل فكرة كون مديرتهم امرأة.

أما عن فيروس كورونا المستجد، وتأثيره على حياة فرح الشخصية والعملية، فقالت إنها واجهت مشكلة في التخطيط بعيد المدى، لأن الأمور لم تكن واضحة في بداية الجائحة، ولكنها تؤكد أن كون منصتها إلكترونية كان في صالحها. بدأ الجمهور يتفاعل بشكل أكبر مع المنصة ويستفيد من الخدمات التي تقدمها على شبكة الإنترنت. ولكن هذا لا ينفي وجود تحديات، فالجمهور قد يتمتع بالخدمات المتعددة التي يقدمها “The Baby Garage” عن طريق شبكة الإنترنت، ولكن على فريق العمل أن يتواجد على الأرض كي يتنسى لهذه الخدمات أن تتقدم. حتى وإن قررت فرح أن ينزل فريق عملها إلى أرض الواقع، فالشركات الأخرى التي تتعاون معها فرح قد لا تلتزم بقرار مماثل. تتبع فرح وفريقها نظام ساعات عمل مرن، حيث تسمح لهن/لهم بالعمل من المكتب ثلاثة أيام، ويومان من المنزل أو أي مكان آخر.

أما بالنسبة لأسرتها، قالت فرح إنها كانت داعمة لها ولمشوارها العملي منذ بدايته، عندما كانت لا تزال طالبة جامعية، حتى إنهم دعموها في سفرها خارج مصر في رحلة عمل وهي لا تزال طالبة بالسنة الأولى في الجامعة. ولكن عندما قررت ترك منصبها ووظيفتها الثابتة المستقرة والاتجاه لريادة الأعمال، تقول إنه كان هناك نوع من التخوف في البداية. وصل دعم أسرة فرح لها إلى موافقة والدتها على مرافقتها لدولة الإمارات العربية لتولي طفلها حديث الولادة الاهتمام بينما تعمل فرح في شركة “ياهو” العالمية. زوجها أيضًا كان داعمًا لها، حيث تؤكد أنه كان داعم لها في كل خطواتها، حتى في خطوة سفرها. شددت فرح على أهمية تحقيق الذات لدى الزوجين والمشاركة في العلاقة.

هكذا تحدثت فرح في هذه المقابلة عن جوانب من حياتها العملية والشخصية، تحديدًا شركتها الناشئة “The Baby Garage”، وكيفية وصولها إلى مكانتها الحالية، وحال النساء والأعمال والجندر، وكيف دعمت شبكة علاقات فرح الشخصية عملها ومسارها المهني حتى الآن.

لا يوجد مقاطع فيديو