مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

كرستين ابراهيم

( 1990 )
مكان المقابلة
مقر مؤسسة المرأة والذاكرة بالمهندسين
تاريخ المقابلة
24 يناير 2022
المحاورة
الأرشيف

كرستين ابراهيم

الدراسة: دبلوم تجارة
تاجرة ملابس وصاحبة متجر Ladies Shop

تتحدث كرستين إبراهيم في هذه المقابلة عن رحلتها المهنية في مجال المبيعات، تحديدًا مبيعات الملابس، وأيضًا عن حياتها الشخصية. بدأت كرستين العمل في سن مبكرة، في المرحلة الثانوية، وفي عدد من الشركات المهمة في مصر، مثل شركة أيكيا، وإيفا فارما، وأخيرًا مطعم فرايدايز، حيث بدأت كمضيفة استقبال وتدرجت في الوظائف حتى وصلت إلى رتبة مدربة، ثم مديرة.

كرستين امرأة مصرية، في سن الثلاثين، تعمل كتاجرة ملابس في منطقة فيصل بالجيزة. بعد زواجها وإنجابها طفليها، ظنت كرستين أن حياتها المهنية قد انتهت، إلا أنها اتجهت إلى شغفها وهو العمل في مجال الملابس من المنزل. في البداية قررت أن تبيع الملابس عبر شبكات التواصل الاجتماعي، ولم تفتتح متجرها الخاص إلا عندما تأكدت أنه سيكون مشروع ناجح. انطلقت كرستين تبني مجتمعًا لها على موقع الفيسبوك يصل عدد أعضائه إلى 11 ألف عضو. عن بدايتها في مجال بيع الملابس، قالت كرستين إنها تحب التسويق بشكل عام، حتى أثناء عملها في مطعم “فرايدايز”، قبل أن تبدأ عملها بمجال الملابس. بدأت بداية بسيطة بالشراكة مع شقيقتيها، حيث اشترت كل منهن بضعة قطع ملابس، وقررن محاولة بيعها على شبكة الإنترنت، ولم يتوقعن النتيجة، حيث بيعت كل القطع، وهكذا كانت البداية. بدأت الشقيقات في شراء أعداد أكبر من قطع الملابس، حتى صارت لديهن مجموعة كاملة من ملابس “البالة”، وهي ملابس مستوردة مستعملة بشكل بسيط أو ذات عيوب بسيطة. يقمن سويًا بكل الأعمال المطلوبة بداية من الشراء، ومرورا بعرض الأزياء حيث يقمن به بأنفسهن، حتى البيع. بدأت الأخوات عملهن بميزانية 500 جنيه فقط، ولم يحتجن إلى رأس مال كبير. هكذا صار منزل كرستين هو أيضًا مكان عملها. شددت كرستين على الأهمية الجديدة للهواتف المحمولة وتكنولوجيا مواقع التواصل الاجتماعي في عالم اليوم، فالناس يستخدمون هواتفهم بشكل على مدار الساعة، واستطاعت كرستين استغلال هذا الوضع في مبيعات الملابس على الإنترنت.

أكدّت كرستين أن جائحة كورونا كانت “ضارة نافعة” بالنسبة لعملها في مجال الملابس، لأن الزبائن في هذا الوقت حبذوا المكوث في المنازل وعدم المخاطرة بالذهاب للمتاجر بأنفسهم للتسوق، بالإضافة إلى إجراءات الإغلاق التي جاءت لتترك أثرها السلبي على مجال المبيعات، وهكذا اتجه الناس إلى التسوق عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. استغلت كرستين هذا الوضع في عملها، حيث أعطت للزبائن ضمان إعادة الملابس لها في حالة عدم ملاءمتها لهم، وهذا ولّد نوع من الثقة بينها وبينهم وساهم في تكبير مجال عملها. بالإضافة إلى ذلك، فالسيدات عمومًا يعانين من ضيق الوقت، لأن لديهن مسؤوليات متعددة، وهكذا قد يلجأن للتسوق عبر شبكة الإنترنت بشكل أكبر. يبحث معظم الزبائن عن الأقمشة الجيدة، والتعامل الطيّب، والأسعار الزهيدة، كما تقول كرستين، وتؤكد أنها نجحت في توفير تلك الاحتياجات لزبائنها عن طريق عملها. يعود الفضل في وجود زبائن لكرستين في محافظات بعيدة عن القاهرة إلى وجودها القوي على مواقع التواصل الاجتماعي.

عادت كرستين بذاكرتها إلى الوراء، حيث تحدثت عن نشأتها، ورغبتها في الإنفاق على نفسها خاصة بعد وفاة والدها. عملت في مرحلة مبكرة من حياتها في التطريز، أيضًا من المنزل. عند سؤالها عن موقف عائلتها من رغبتها في العمل، أكدت أنهم كانوا يشجعونها عليه، رغم شكوكهم في البداية، فقد حاولوا إقناعها بأنها ليست بحاجة للعمل لأنهم سيوفرون لها كل احتياجاتها، إلا أنها أحبت العمل وكسب المال بنفسها، وقالت إن زوجها من أكبر داعميها.

تحدثت كرستين أيضًا عن عملها كامرأة، قائلة إن النساء اكتسحن سوق الملابس حاليًا، وتعتقد كرستين أن المرأة قادرة على القيام بأكثر من عمل في نفس الوقت، عكس الرجال الذين يكتفون بعملهم الأساسي فقط. فالنساء قد اقتحمن سوق العمل كما قالت، ولكنهن أيضًا أمهات ويقمن بالأعمال المنزلية، فلا يستطيع رجل تحمّل الضغط الذي تتحمله المرأة العاملة كما قالت. أكدت كرستين أنها تتلقي عددًا كبيرًا من الاتصالات الهاتفية والرسائل لفتيات يرغبن في الانخراط في نفس مجال عملها، وأن عملها هذا قد ألهم كثيرًا منهن ليدخلن سوق العمل. تستخدم كرستين خاصية البث المباشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي في مساعدة النساء الأخريات اللاتي يرغبن في دخول المجال، فتشرح لهم كيفية البداية، والاستمرار والنجاح في العمل. تعتقد كرستين أيضًا بأهمية مشاركة النساء في الإنفاق على الأسرة، وأن هذا ليس واجبًا على الرجل وحده، وتؤكد أن العمل يحسن الحالة النفسية للسيدة وتؤمن بأهمية الاستقلال المادي للنساء، وضرورة أن يكون للسيدة كيان مستقل بعيدًا عن واجباتها تجاه المنزل والأسرة.

أما عن التحديات التي واجهتها، فقالت كرستين إنها تعرضت للغش أحيانًا، حيث ابتاعت بالات ظنت أنها على أعلى مستوى، إلا أنها اكتشفت رداءتها، وأن هذا دفعها لتقديم النصح للفتيات والسيدات الأخريات اللاتي يردن العمل في هذا المجال حتى لا يكررن أخطائها. أيضًا شدّدت كرستين على أهمية حسن معاملة الموظفين، لأنها عانت من سوء معاملة بعض مديريها، وأنها تحرص على راحة موظفيها عندما صارت هي نفسها صاحبة عمل، وأكدّت على سلاسة طريقتها في الإدارة، فهي تحاول قدر المستطاع ألا تضع من يعملون معها تحت ضغط نفسي أو عصبي، بل تتعاون معهن في سبيل نجاح العمل ككل. أضافت كرستين أنه من المهم ألا تؤثر المشكلات الشخصية على العمل، وأكدت على أهمية الفصل بينهما في مجال المبيعات. قالت أيضًا إن بعض المارة قد يتحرشون بمن يعملن في المتاجر لفظيًا، وأن هذا من مساوئ هذا النوع من العمل. ولكنها في سياق آخر متصل أكّدت أن التجار من الرجال لا يرفضون العمل مع السيدات في هذا المجال فقط لأنهن سيدات، بل يقبلن العمل معهن لأنهن قد أثبتن أنفسهن في سوق العمل، وللاستفادة من خبراتهن الواسعة.

تُعد كرستين الآن تاجرة “يد أولى”، أي تتعامل بشكل مباشر مع المستوردين، الذين أفادت أن معظمهم من الرجال، ولكنها امرأة طموحة، فقد أعربت عن رغبتها في أن تصبح هي نفسها مستوردة، وأن تدخل الملابس البالة باسم متجرها هي يومًا ما في المستقبل، وألا تكون تحت اسم رجل آخر.

لا يوجد مقاطع فيديو