في هذه المقابلة، تحدّثت كرم أحمد توفيق عن مراحل حياتها المختلفة وأنواع الخبرات التي اكتسبتها منها، معتبرة كل مرحلة على أنها مغامرة تعليميّة أدّت في النهاية إلى تبلور فكرتها وحلمها الطويل ببدء دار النشر ومكتبة التي ستصبح “كتب خان” في المستقبل
كانت القراءة والكتابة دائمًا جزءًا من حياة كرم. عندما كانت طفلة في الخامسة من عمرها تعلمت من والدتها المعلمة كيفية القراءة والكتابة مما أدى الى تطور حبها للكتب. أرادت كرم متابعة أخذ حبها للكتب لمستوى آخر عن طريق دراسة الأدب الإنجليزي في الجامعة. ولكن دفعتها بعض الضغوط التي واجهتها من قبل والدتها إلى دراسة الإعلام وحصولها على درجة البكالوريوس عام 1988 بدلًا من تحقيق حلمها بدراسة الأدب الإنجليزي. ومع ذلك، لم تؤدي هذه التغييرات إلى إيقاف عمل كرم أو أحلامها بل على العكس، عملت بجد وتعلّمت المزيد. في الواقع، كانت تحب استكشاف وتؤمن بالعديد من مهن ومسارات العمل، حتى إن اتّخذت شكل التطوع، كما في البث الإذاعي. وبعد حصولها على ماجستير إدارة الأعمال في إدارة المشاريع أمضت كرم وقتًا طويلاً في العمل بشركات دولية.بين عامي 1991-2005 عملت في العديد من الشركات متعددة الجنسيات مثل American Telephone and Telegraph Company (AT&T) و HP والعديد من الشركات الأخرى. وهناك تعلمت واكتسبت المزيد من الخبرات التي طبقتها لاحقًا في بناء مشروعها الخاص “الكتب خان.” ومن أهم الدروس التي تعلمتها كرم من هذة التجارب هي أهمية قيمة مشاركة المعلومات مع زملاء العمل إذ يعدّ تبادل المعلومات أمرا ضروريًا للغاية لنجاح الأعمال. عندما لا يتم مشاركة المعلومات بدقة، سيستغرق المضي في العمل المزيد من الوقت مع توجب إجراء التصحيحات. ولهذا السبب تسعى كرم إلى بذل قصارى جهدها في أن تكون كريمة في مشاركة المعلومات. وتقول إنّ مشاركة المعلومات أمر بالغ الأهمية:”علشان كلنا نبقى على نفس Level، عارفين نفس الحاجة، عارفين الشغل يحصل ويتم مش يتوقف علشان في شخص مش موجود”.فيما يتعلق بوقتها في عالم الشركات وخبراتها المهنية السابقة، سُئلت كرم عمّا إذا كانت واجهت أي عنصرية أو تحيز جنسي بصفتها امرأة في مكان العمل. فأجابت نافية ومعتبرة هذا أحد أكثر الجوانب الإيجابية في حياتها. ونسبت فضل هذه التجربة الإيجابية إلى هيكل وبنية الشركات الدولية التي قامت بتطوير الآليات التي لا تسمح لمثل هذه النوع من السلوكيات بالحصول دون ملاحظاتها وفرض العقاب عليها. وقالت في صدد ذلك “احنا دايمًا كان عندنا كل 3 شهور بيحصل Assessment لكل Subordinates لل Manager أو الأعلى، وفي سِرية تامة. دي سياسة الشركة.” وهذا قد ساعد، بحسب رأيها، على مراقبة ومنع أي تنمر أو مضايقة. ولكنها أوضحت أن النوع الوحيد من الازعاج والاستياء الذي تعرضت له على الإطلاق جاء من نفس الجندر أي من نساء أخريات، وهذا لأنني “أنا مش محجبة، شعري باين، شكلي شوية مختلف، ويحصل من ست مكنش بيحصل من راجل”.بالحديث عن هذه القضية الخاصة بالنساء في مكان العمل، تهتم كرم بشكل خاص بفهم سبب الرغبة المتزايدة لدى العديد من النساء اللواتي تلقين تعليمًا متقدمًا للتخلي عن الانضمام إلى القوى العاملة أو الاتجاه إلى ريادة الأعمال وتفضيل البقاء في المنزل بدلاً من ذلك. لقد رأت أن هذه الظاهرة لا زالت آخذة في الازدياد منذ العقود الماضية وتحيّرها للمشكلة جعلها تعتقد أن الظاهرة تستحق المزيد من البحث والاستقصاء. وفي المقابل تتحدث كرم عن جيل والدتها – الحاضن للأشخاص الذين ولدوا في الأربعينيات والخمسينيات – والذي كان أكثر نشاطًا:”دول اتعلموا، واشتغلوا، واتزوجوا، وخلّفوا، وربّوا أولاد وكان عندهم 3/4/5/6 عيال وكانوا بيشتغلوا، وقدروا يعملوا ده. ” وتقول كرم، متأملة هذه الفترة من حياتها وتلك التجارب والدروس: “أنا كل حاجة حققتها، وكل الكتب خان هى نتيجة الشغل في Corporate”. ولذلك، بينما كانت هذه المرحلة من حياتها لا تقدر بثمن لم تغفل كرم أبدًا عن فكرتها في بدء شيء جديد ومبتكر. وأخيرًا في عام ٢٠٠٦، حولت كرم أحلامها إلى حقيقة وبدأت مكتبتها / دار النشر الكتب خان، دون تردد أو مخاوف بل بشعور من الإثارة والحماس الذي لا تزال تحافظ عليه حتى يومنا هذا.في الكتب خان، لم يكن تحقيق الربح هو هدف كرم أبدًا، بل تقف وراء أي قطعة أدبية جادة حتى لو لم يكن لها عائد ماديّ كبير. يعتبر نشر الثقافة ومساعدة الكتاب والفنانين على متابعة عملية النشر من معتقداتها الرئيسية. للقيام بهذه المهام، يجب على كرم أحيانًا أن تعمل على مدار الساعة، قائله “اناWork alcoholic “. لم يكن اكتساب المعرفة التي تحتاجها كرم من أجل إدارة دار نشر مثل ” الكتب خان” مهمة سهلة على الإطلاق، كان عليها أن تبدأ من الصفر حتى تتمكن من فهم كيفية تنفيذ العملية الكاملة لخط عملها؛ حتى في التفاصيل اللوجستية مثل مكان الحصول على الورق بالجملة، وكيفية استيراد الكتب من الخارج، وكيفية توزيع الكتب المطبوعة في مصر وأماكن أخرى. لقد كلفها اكتساب هذه المعرفة الكثير من الوقت والجهد الشخصي؛ ومع ذلك، فهي تشارك بسخاء تلك المعرفة المكتسبة خلال السنوات والنضال مع أي شخص يطلب المساعدة. إن فهم الصعود والهبوط في أي عمل هو مهارة بالغة الأهمية، والقدرة على تحقيق أقصى استفادة من أوقات التعطل هو شيء تعلمته كرم خلال ذروة انتشار جائحة فيروس كورونا خلال العامين الماضيين. على الرغم من انخفاض مبيعات الكتب إلى خمسين بالمائة إلا أن كرم رأت في ذلك فرصة لإعادة التركيز وتخصيص المزيد من الوقت لعملها خاصة في إعطاء المزيد من الاهتمام للمكتوبات ذات الجودة. على صعيدً اخر، كانت أيضًا قادرة على قضاء المزيد من الوقت في القيام بالأشياء الأخرى التي تحب القيام بها لنفسها مثل القراءة وقضاء الوقت مع أسرتها.كان تأسيس الكتب خان أمرًا صعبًا وكان المضي قدمًا بشكل مستمر، خاصة أثناء الوباء، يمثل تحديًا بشكل خاص. إلا أن كرم قبلت هذه الصعوبات من أجل متابعة شغفها وهي تعلم دائمًا أنه كان بإمكانها البقاء في عالم الشركات بكل وسائل الراحة والمزايا. وأوضحت كرم أن على كل شخص أن يختار أحلامه وأن يكون ما يريده، حتى لو كان صعبًا: I am a publisher” by choice, it’s my choice.”
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.