شكلت مقابلة لبنى جزءً من مقابلة جماعية مع أختيها وشريكتيها في العمل رباب وأميمة، وقد تحدثت لبنى عن مسارها المهني والشئون العائلية وقرارها ببدء مشروعين مع أختيها.
قد بدأت لبنى المقابلة بذكر أنها تخرجت في كلية الألسن من قسم اللغة الفرنسية وأنها مثل أختيها أميمة ورباب قد عملت في عدة شركات محلية وشركات متعددة الجنسية إلى أن قررت أن تسعى وراء ريادة الأعمال وإفتتاح مشروعين مع أختيها، وقد أكدت على فخرها بنجاح شركة امسكوا الخشب وهي شركة اكسسوارات خشبية منزلية وأكدت فخرها بأن مصنوعاتهن 100% صناعة مصرية. وبفضل جهودهن قد اشتهر اسم امسكوا الخشب وأصبح له تواجد ملحوظ في الأسواق.
وفيما يتعلق بقرار ترك قطاع الشركات الخاصة وإنشاء مشروع خاص بهن، فقد أوضحت لبنى أن قطاع الشركات يمنح الاستقرار والتأكد من ثبات الدخل الشهري، وبالمقارنة فريادة الأعمال محفوفة بالمخاطر مع عدم استقرار السوق والتقلبات الموسمية في هوامش الربح، وبالرغم من ذلك فتتفق لبنى مع أميمة ورباب أن ريادة الأعمال تخلق مساحة من المرونة والفرص لتحديد ساعات العمل مما لا يتوفر مع ضغوط ومتطلبات قطاع الشركات.
وقد لمحت لبنى عن بعض المخاوف الأولية عندما قررن ترك مزايا الوظائف التقليدية في القطاع الخاص والبدء في مشروعهن الخاص، ولكنهن أتخذن القرار بمساندة عائلاتهن، وقد أشارت لبنى أن السائد في مصر هو البحث عن وظيفة ثابتة بعد التخرج والاكتفاء بهذا، ولكن الفن كان يمثل حبها الأول اذ وجدت نفسها تعمل في صناعة الحرف اليدوية بعد إنتهاء ساعات عملها الرسمية، واهتمت بفنها رغم عملها في قطاع الشركات. وقد روت لبنى عن أول مشروع لهن كأخوات وهو مدرسة تُسمى “متعة الفن” Art Fun حيث علموا الأطفال ألواناً مختلفة من الفنون، وقد بدأن هذا المشروع من حوالي تسعة عشر عامًا ولم تكن مواقع التواصل الاجتماعي قد أنشئت بعد ولذلك أعتمدن على المنشورات مثل المجلات للترويج والإعلان عن مدرستهن، وقد استمر العمل بمتعة الفن لمدة سبع سنوات وكان مشروعاً ناجحًا. ولكن العائق الرئيسي للمدرسة قد تمثل في الوقت الطويل الذي تطلبه اذ كانوا يعطون دروسا في فترات صباحية ومسائية، وقد أحببن العمل ولكنه أخذ الكثير من وقتهن بعيداً عن أسرهن، ولذا قررن إغلاق المدرسة.
وبعدها تحول مسار الحديث إلى تأسيس امسكوا الخشب وأوجه التشابه والاختلاف بين متعة الفن وامسكوا الخشب. عندما كانوا يديروا متعة الفن كان التعامل الأساسي مع النساء لا الرجال بينما يتعاملن من خلال امسكوا الخشب مع موردين ونجارين بالإضافة إلى عاملات الورشة، وعندما سُئلن عن تعاملهن كنساء رائدات أعمال مع رجال، قد ذكرالثلاثة بعض التحديات والصعوبات في التعامل مع الرجال من ضمنها افتراض بعض الموردين والنجارين عدم إلمامهم بصناعة الخشب أو إفتقارهن إلى أي معرفة أساسية بأنواع الخشب، وفي البداية شعرت لبنى ببعض التحرج من تعاملها مع رجال كبار في السن ومحاولة تقويمهم، ولكن مع مرور الوقت تفهمت أن علاقات العمل لابد أن تخلو من التحرج ولابد من حصولهن على خدمة مميزة مقابل ما يدفعونه. وقد تعلموا مع الوقت واكتساب الخبرة القدرة على تمييز الأنواع المميزة من الخشب وأن يطالبن بتحقيق مطالبهن ومواصفاتهن للمواد الخام المستخدمة في منتجاتهن. وعندما سئلن اذا كانوا قد تعمدوا اختيار عاملات فقط لا عمال في ورشتهن أوضح الثلاثة أنه لم يكن قرارا متعمدًا. في بدايات المشروع جاءتهن طالبات من كلية الفنون الجميلة أثناء إجازتهن الصيفية للعمل في الورشة وعندما توسعت امسكوا الخشب أدركوا أنهن بحاجة إلى عمالة دائمة ولهذا عينوا عاملات مستديمات، وقد رفض الأخوات الثلاثة تعيين رجال في الورشة للعمل جانب النساء نظراً لعدم إشرافهن على العمل بالورشة بصفة يومية وقد رفضت لبنى الاختلاط لحماية العاملات. وقد أكدت لبنى وأميمة ورباب ان امسكوا الخشب هو عمل عائلي وأنهن يحرصن دائما على معاملة العاملات بكامل الاحترام ومراعاة ظروفهن، وان العاملات حريصات على العمل معهن نظرا لحسن المعاملة ويرغبن في العودة بعد حصولهن على أجازات وضع على سبيل المثال، وأكدت لبنى أنهن يتفهمن المسئوليات التي تقع على عاتق النساء في تحمل الواجبات الأسرية ودائما يحرصن على مراعاة ظروف العاملات وإعطائهن مساحة كافية لرعاية أسرهن.
وقد لاحظت لبنى التقسيم الجندري في العمل عندما كانت تعمل لدى شركة اتش سي اتش HCH اذ كان المهندسين كلهم رجال بينما تولت النساء الوظائف الإدارية، ولكنها أدركت ان هذا وقع منذ عشرين عاما وأن التقسيم الجندري الحالي في بيئات العمل قد تغير مع اختلاف الزمن. وقد أكدت أنها لم تعاني أي ضغط لتعمل في مجال معين لكونها امرأة وانها كانت صاحبة القرار الأول والأخير في اختيار وظائفها، وبالنسبة لمن تراه أكثر التزاما في العمل: الرجال أم النساء فقد أجابت لبنى ان النساء أكثر التزاما عن الرجال حتى يتزوجن، وقد أضافت أختها رباب أن أكثر عاملة ملتزمة لديهن في الوقت هي فتاة عزباء في الورشة، اذ تؤثر الالتزامات الأسرية على قدرة النساء على أداء عملهن.
وفيما يتعلق بريادة الأعمال، أوضحت لبنى أنهم أسسوا مشروع متعة الفن منذ عشرين عاما وأنه كانت لهن الريادة في تأسيس مدرسة لتعليم الفن للأطفال في مصر. ونظرا لنجاح المدرسة فقد حاول فنان تشكيلي مشهور أن يستولى على المدرسة وفي النهاية يجعلهم يعملن تحت إشرافه ولكنهن رفضن تسليم مشروعهن الشخصي لأي حد أو العمل لدى أحد، وقد تميزن أيضا في مشروع امسكوا الخشب اذ كن أولى الفنانات في رسم وتلوين المنتجات باليد ومما يميز منتاجتهن أيضا أنها للاستخدام اليومي وليست مجرد قطع زينة، وكان لمتعة الفن وامسكوا الخشب أثراً كبيراً علي رواد ورائدات أعمال حيث ألهموهم للدخول في مجال تدريس الفن وتصنيع الأعمال الخشبية.
وفيما يتعلق بالأعمال الداخلية لامسكوا الخشب، فأن لبنى وأميمة ورباب فنانات يتخصصن في ألوان مختلفة من الفنون، وينقسم العمل الداخلي كالآتي: تتولى لبنى الموارد البشرية والأمور المالية بينما تشرف رباب على العمليات، كما ان ثلاثتهم يقمن بالإهتمام بتوزيع المنتجات عبر المناطق المختلفة بالقاهرة، كما ان امسكوا الخشب قد توسعت ووصلت إلى عملاء في بلاد مختلفة التي أصبحت تشتري منهن مثل السعودية وألمانيا والبحرين والكويت وبلاد أخرى، وقد أكد الأخوات الثلاث على سعادتهن بالعمل سويًا وعدم شعورهن بالندم على قرار تركهن وظائفهن وتحقيق طموحاتهن الفنية.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.