مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

لبنى عبد العزيز

( 1935 )
تاريخ المقابلة
9 أبريل 2001
الأرشيف

لبنى عبد العزيز

ممثلة، وإذاعية

في هذه المقابلة تتحدث الفنانة لبنى عبد العزيز، إحدى رائدات فن التمثيل في السينما المصرية والعربية، عن رحلتها مع الفن والسينما والإعلام. قدمت في طفولتها برنامج إذاعي للأطفال، وشاركت فيما يقرب من 19 فيلماً على مدار مشوارها السينمائي. كما حصلت على منحة من هيئة فولبرايت، ونالت ماجستير الفنون المسرحية من جامعة كاليفورنيا، ووسام من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.

تحدثت لبنى عن نشأتها في منزل كان فيه والدها الصحفي بجريدة “الأهرام” الذي اعتبرته أستاذها الأول والأكبر ومثلها الأعلى، والذي اهتم بالدراما وكتابة الروايات، كما اهتم منذ طفولتها بأن يحكي لها حكايات مبسطة مأخوذة من روايات الأدب العالمي مثل “روميو وجوليت” و”سالومي”، وغيرهما، لذا شكلت الروايات والدراما بشكل عام جانباً كبيراً ومؤثراً في طفولتها وفي شخصيتها فيما بعد، واهتمت بعد ذلك بقراءة الروايات التي سمعتها من والدها كحكايات في طفولتها. التحقت في بداية دراستها بمدرسة “سانت ماري” الإنجليزية، وكان أغلب مدرساتها من الراهبات الأيرلنديات، اللاتي اهتممن بالتعليم وأيضاً بالفنون والثقافة. وتتحدث عن حبها الكبير للراهبات وتأثرها بهن بشدة، حتى أنها ذهبت لمقابلة مديرة المدرسة عندما سافرت بعد ذلك بسنوات عديدة إلى أيرلندا. تتذكر تعدد جنسيات الطلاب في مدرستها، فكان منها الجنسيات الأسترالية والإنجليزية والفرنسية، وكانت هي وزميلة أخرى لها المصريتان الوحيدتان بالمدرسة. عندما كان عمرها 11 عاماً، صحبها أحد أقاربها للعمل بالإذاعة بركن الطفل الذي كانت إدارته إنجليزية، واستمرت بالعمل الإذاعي لسنوات مستخدمة اسم “آنتي لولو”. بدأت في تمثيل الروايات بالإذاعة، وبدأ حبها لهواية التمثيل، واستمر بعد التحاقها بقسم الصحافة بالجامعة الأمريكية فيما بعد، حيث مثلت العديد من الروايات وتم عرضها في “قاعة إيوارت” بالجامعة، وحازت على لقب “فتاة الجامعة”. تتذكر أن عدداً من كبار المخرجين والمنتجين شاهدوا أعمالها في الجامعة، وحاولوا إقناعها بالعمل في مجال التمثيل. استبعدت الفكرة في البداية، نظراً لعدم تقبل المجتمع لمهنة التمثيل آنذاك، وتتذكر رد فعل خالها الغاضب، وتلقيها صفعة على وجهها، عندما أبدت في طفولتها الرغبة في العمل في هذا المجال.

سافرت بعد انتهاء دراستها الجامعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية للحصول على درجة الماجستير في الفنون المسرحية من جامعة كاليفورنيا، وعملت خلال هذه الفترة مراسلة لجريدة “الأهرام”. عاشت في مدينة “لوس أنجلوس”، والتي كانت “هوليود” جزء منها، ما منحها الفرصة لزيارة الأستوديوهات الفنية والمسارح وكتابة عدد من المقالات عنها. وبعد عودتها إلى مصر، طلب منها الأستاذ عثمان العنتبلي، وكان مسئول الصفحة الأخيرة بجريدة “الأهرام” آنذاك، أن تقوم بكتابة مقالة تقارن فيها بين الأستوديوهات الفنية في أمريكا ومصر. لم تكن على دراية بالأستوديوهات في مصر، فقام باصطحابها إلى أستوديو نحاس. تتذكر أنه في ذلك الوقت كان يتم تصوير أحد الأفلام من إنتاج رمسيس نجيب، وأنه بعد زيارتها بأربعة أيام طلب مقابلتها مع والدها ليعرض عليها العمل بمجال التمثيل. شكل الأمر مفاجأة بالنسبة إليها، وترك لها والدها اتخاذ القرار الذي تراه مناسباً، ووعدها بدعمه لقرارها في كافة الأحوال. طلبت مهلة للتفكير بالأمر، وتتذكر أن الكاتب إحسان عبد القدوس، وكان صديقاً لوالدها، حاول إقناعها ونصحها بأن تخوض التجربة. كذلك حاول المخرج صلاح أبو سيف والفنان عبد الحليم حافظ إقناعها ونصحاها بعدم الخوف من التجربة.

بالفعل قررت خوض التجربة، وبدأت العمل في فيلم “الوسادة الخالية”، الذي عرض في عام 1957 ولاقى نجاحاً كبيراً في وقت عرضه. عرض عليها المنتج رمسيس نجيب التعاقد لعمل 3 أفلام، ولكنها رفضت وقررت الاشتراك في عمل واحد كتجربة تقرر على أساسها رغبتها في الاستمرار في مجال التمثيل من عدمها، مع إقرارها بالعمل معه في حالتها استمراها.

تتذكر رفض بعض أفراد عائلتها، وكيف وجدت والدتها صعوبة في تقبل الأمر في البداية، كما كان الأمر مفاجئاً بالنسبة لأصدقائها، ووصفوا قرراها بالجرأة الشديدة. كما تتحدث عن تعامل البعض داخل الوسط الفني معها بتحفظ، نظراً لخلفيتها الثقافية غير المعتادة في ذلك الوقت، كذلك تعامل البعض معها على أنها “خواجاية” على حد قولها.

استمرت لبنى في العمل بالتمثيل وشاركت في عدد من الأفلام، منها فيلم “أنا حرة” عن رواية إحسان عبد القدوس، وفيلم “غرام الأسياد” من إنتاج وإخراج رمسيس نجيب، وفيلم “لا تذكريني” من إخراج محمود ذو الفقار، وفيلم “رسالة من امرأة مجهولة” من إنتاج صلاح ذو الفقار وإخراج صلاح أبو سيف، وفيلم “عروس النيل” من إخراج فطين عبد الوهاب. وكان آخرها فيلم “إضراب الشحاتين” من إخراج حسن الإمام.

في عام 1976، وفي قمة فترة نجاحها ونشاطها السينمائي، سافرت لبنى مع زوجها الطبيب إسماعيل برادة إلى الولايات المتحدة الأمريكية حتى يحصل على درجة الدكتوراه، ولم تكن تنوي البقاء هناك، ولكنها انشغلت بأمور حياتها الخاصة، ومرت السنوات واستمرت في الحياة هناك لما يقرب من 30 عاماً، حتى عادت مرة أخرى إلى مصر، وشاركت مرة أخرى في عدد من الأعمال الفنية. وتتحدث عن مشقة المعيشة هناك في بادئ الأمر، نظراً لضيق الأوضاع المادية، حيث بدءا حياتهما من نقطة الصفر، وعاشا بمنزل متواضع بحي الطلبة. أنجبت بناتها هناك ولم يكن لديهن علم لفترة طويلة عن تاريخها السينمائي أو كونها فنانة مشهورة في مصر، وتتذكر شعورهن بالمفاجأة عندما زرن مصر معها ورأين تعامل الناس معها كنجمة كبيرة ومشهورة. تحدثت عن حياتها البسيطة هناك، التي عاشتها كأي أم تهتم بشئون بناتها ورعايتهن، وهو الدور الذي قررت أن تؤديه من قلبها بكل حب، دون التفكير في ماضيها وشهرتها.

لا يوجد مقاطع فيديو