مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

نادية لطفي

( 1937 - 2020 )
كلمات مفتاحية
الأرشيف

نادية لطفي

ممثلة

في هذه المقابلة تتحدث الفنانة نادية لطفي (بولا محمد شفيق)، إحدى رائدات فن التمثيل في السينما المصرية والعربية، عن مسيرتها الفنية، وأيضاً عن بداية دراستها بمدرسة فرنسية ثم مدرسة ألمانية. مثلت في الكثير من الأعمال السينمائية البارزة، مثل “النظارة السوداء” و”الخطايا” و”قاع المدينة”. شاركت في النشاط الحربي وقت حروب 1967 و1973، وتطوعت في مستشفى القصر العيني والهلال الأحمر. تأثرت بجدتها ووالدتها من ناحية نشاطهن التطوعي. أنتجت وأخرجت بعض الأفلام.

تحدثت نادية لطفي عن التحاقها بمدرسة نوتردام الفرنسية، التي التحقت بعدد مختلف من فروعها نظراً لتنقلها من سكن إلى آخر في فترة طفولتها. درس لها عدد من الراهبات اللاتي أحبتهن وأحبت مدرستها بشدة. وانتقلت بعد ذلك للدراسة بالمدرسة الألمانية، ووجدت بالطبع صعوبة في البداية للانتقال من اللغة الفرنسية إلى اللغة الألمانية، التي درس لها بها مرة أخرى عدد من الراهبات اللاتي تتذكرهن بحزمهن وشدتهن. تحدثت عن ضعف دراسة اللغة العربية في المدارس التي التحقت بها، لكنها نمت لغتها عن طريق قراءاتها، كما ساعدها والدها عن طريق قراءة عدد من الروايات لها ومناقشتها فيها، وهو ما فتَّح إدراكها بشكل عام وساهم في حبها الشديد للغة العربية، التي عشقتها بعد ذلك كما تذكر. أما والدتها، فتتذكرها بحزمها الشديد الذي ثارت عليه كثيراً، ولكنها أدركت فضل هذا الحزم عليها فيما بعد.

تحدثت عن مسيرتها الفنية، ودخولها مجال التمثيل الذي ترددت تجاهه في بادئ الأمر، ثم اقتناعها بفضل المنتج رمسيس نجيب. وترى أن فن التمثيل قد حقق لها كافة الأحلام والصور الحياتية عن النماذج التي ودت أن تكونها. تحدثت أيضاً عن أول أفلامها عام 1958، مع المنتج رمسيس نجيب، وهو فيلم “السلطان”، وكيف كانت هذه الفترة بمثابة نهضة ثقافية وفنية بمصر، وقد شهدت أيضاً بداية اقتحام المرأة لكافة مجالات العمل.

تلقت التدريب علي يد الأستاذ عبد الوارث عسر، الذي تعزو له الفضل في تلقينها حرفة التمثيل. تلقت أيضاً دروساً في القرآن الكريم من أجل تحسين إلقائها، واعتقادها بضرورة الاجتهاد في التمثيل، ما دفعها أيضاً للحرص على تلقي دروس في التمثيل لفترات طويلة.

كانت ثاني تجاربها الفنية فيلم “حب للأبد” للمخرج يوسف شاهين، وقد لاقى الفيلم نجاحاً كبيراً، وحاز على عدة جوائز. واستمرت مسيرتها الفنية بعد ذلك، وشاركت بالتمثيل في عدة أفلام مثل “عمالقة البحار”، و”النظارة السوداء”، و”سبع بنات”، و”الخطايا”، و”قاع المدينة”، و”السمان والخريف”، و”غدا تبدأ الحياة”، و”المومياء”، و”رجال بلا ملامح”، و”السجين، و”رحلة داخل امرأة”، و”زهور برية”، و”حنين”، وقد ذكرت فضل فيلم “الخطايا” في توسيع قاعدتها الجماهيرية. تحدثت كذلك عن تجربتها في العمل بفيلم “الناصر صلاح الدين،” الذي فتح أمامها موضوعات التاريخ والاستعمار والمقاومة.

تحدثت عن ذكرياتها مع الأدوار المختلفة التي قامت بها، وعن طريقتها في الإعداد لكل شخصية قامت بها. تحدثت أيضاً عن ذكرياتها مع عدد من المخرجين ومنهم المخرج يوسف شاهين، الذي تتذكر أنه نصحها بسحب أوراقها التي قدمتها لأحد معاهد التمثيل في وقت كانت لديها الرغبة في الدراسة، وذلك نظراً لتمتعها بالفطرة والتلقائية في التمثيل. وقد شاركت في العمل مع عدد من المخرجين في بداية مسيرتهم الفنية ومنهم خيري بشارة، وعلي عبد الخالق، وهشام أبو النصر. تحدثت أيضاً عن ذكرياتها مع المخرج شادي عبد السلام من خلال مشاركتها معه في فيلم “المومياء”، وهو الفيلم الذي ظهرت فيه كضيفة شرف.

خلال مسيرتها كان لها عدد من الأنشطة الأخرى إلى جانب التمثيل السينمائي، مثل قيامها بكتابة وتحرير باب في مجلة “الموعد” بفضل رئيس تحريرها بديع سربيه. كما شاركت في مسرحية “بمبة كشر” للمخرج حسين كمال في عام 1968، وكانت عضوة في لجنة وزارة الثقافة للسينما ، وفي القطاع السينمائي بوزارة الصناعة.

وكان من أهم أنشطتها هو نشاطها إبان حربي 1967 و1973، في لجنة الفن في الهلال الأحمر ومستشفى القصر العيني. وتتذكر الدور الذي قامت به الفنانات تحية كاريوكا، وليلي مراد، وزوزو ماضي، وزينب صدقي، وغيرهن، في قطار الرحمة الذي كان يذهب إلى مختلف المحافظات بهدف جمع الأموال للجيش والهلال الأحمر أثناء فترات الحروب. قامت نادية أيضاً بعمل بزيارات للجبهة خلال فترة حرب الاستنزاف، ضمن مجموعة من الفنانين والأدباء والرسامين والمطربين، للعمل كحلقة وصل بين المجتمع المدني والجبهة. كذلك كان لها دور في حرب 1973، حيث أقامت بمستشفى القصر العيني لمدة شهر، إلى جانب مجموعة ضمت سعيد السحار، وسعد وهبة، وقيامهم بإعداد مكتبة للأفلام في العنابر المختلفة، وكذلك تقديم المشاركات العينية والوجدانية. وترجع حبها للعمل التطوعي إلى جدتها، التي كانت عضوة في “مبرة محمد علي”، ووالدتها التي كانت معطاءة بصفة عامة. شاركت في الإخراج الفني والإنتاج لبعض الأفلام التسجيلية، مثل الفيلم التسجيلي عن دير سانت كاترين مع المخرجة نبيهة لطفي والمونتير كمال أبو العلا وموسيقى منى غنيم. وقد استعانت في الفيلم بكورال العابدية، كما استعانت بالفنانة سميحة أيوب للقيام بالسرد. وهي التجربة التي كانت سعيدة بها بشدة واعتبرتها مثل “السوليتير” بالنسبة لها. كانت مدة الفيلم 25 دقيقة، وحاولت فيه إثبات انتماء منطقة سيناء للثقافة المصرية عن طريق المخطوطات، وكان ذلك في عام 1979. وتذكر أنها قامت بإرسال نسخة من الفيلم إلى الفاتيكان، وأنها تقلت من الفاتيكان شهادة تقديراً لدقة العمل الفني والبحث العلمي، الذي تولى مسئوليته كل من دكتور لويس عوض ودكتور باجور والأنبا جريجوريوس. وكانت ميزانية الفيلم 36 ألف جنيهاً، والتي كانت تعتبر ميزانية ضخمة جداً آنذاك مقارنة بميزانيات الأفلام التسجيلية التي لم تكن عادة تتجاوز الـ 6000 جنيهاً على حد قولها.

تعتبر نادية أن السينما هي من علمتها التعليم الحقيقي وهي التي ساهمت في تهذيبها وتربيتها. وقد تحدثت عن سعيها الدائم وراء كل ما هو جديد ومبتكر، وطبيعتها الثائرة التي لا تسكن، ورغبتها في تمتع المرأة بكيان ودور خاص بها، وهو ما حاولت تأكيده من خلال أدوراها المتنوعة، ومحاولتها لاختيار أدوار تظهر المرأة بصورة مسئولة وإيجابية ولديها القدرة على الاختيار، وليست خانعة أو مفعول بها. لم تنشغل نادية لطفي بفكرة المنافسة على الإطلاق، فقط أرادت أن تنجح في عملها وأن تكون جديرة بموقعها.

لا يوجد مقاطع فيديو