مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

يمنى الشريدي

( 1959 )
مكان المقابلة
مقر الشركة بالدقي
تاريخ المقابلة
20 أبريل 2022
المحاورة
الأرشيف

يمنى الشريدي

الدراسة: درجة البكالوريوس في الصيدلة والعلوم الصيدلانية من جامعة الإسكندرية. درجة الماجستير في اقتصاد الاجتماعيات الصيدلانية عام 1984 درجة الماجستير في الصيدلة وعلم الاجتماع والاقتصاد من جامعة أيوا في الولايات المتحدة الأمريكية.
مؤسِسة ومديرة تنفيذية Special Food Industry International

تمت هذه المقابلة مع يمنى الشريدي رئيسة منظمة صناعة الأغذية الدولية ورئيسة جمعية سيدات الأعمال في مصر. بدأت عملها كصيدلانية مما دفعها للسفر إلى الخارج والعمل في شركة دولية. اهتمام يمنى بالجانب الاقتصادي للإنتاج أدى إلى تكليفها بالمهام في ذلك الاتجاه، ولذلك خلال فترة وجودها في الولايات المتحدة  كانت يمنى واحدة من أوائل النساء التي شغلن منصبًا مسؤولاً عن تطوير المنتجات الصيدلانية للشرق الأوسط. تم ارسالها أيضًا إلى اليونان حيث عاشت لمدة أربع سنوات ثم عادت لاحقًا إلى الشرق الأوسط. اكتسبت يمنى خبرة على مدار هذة السنوات وأصبحت على دراية كبيرة في مجالها (الجزء الاقتصادي  لصناعة الأدوية) تقول: “لقد اكتسبت الكثير من الخبرة في كيفية إطلاق منتج وكيفية تمييزه ونوع الجهود اللازمة لبدء الأعمال التجارية.” حين عادت إلى مصر قررت يمنى أن تبدأ مشروعها الخاص بدلاً من الحصول على وظيفة تقليدية في شركة. نظرًا لكونها أم، كانت مهتمة بصحة الأطفال حديثي الولادة، ولذلك أطلقت شركة جربر في مصر وبدأت في استيراد أغذية الأطفال، والتي أصبحت أول أعمالها التي استمرت اثني عشر عامً.

 

كان عليها التخلي عن هذا العمل الأول بسبب سلسلة من الأحداث المؤسفة التي وقعت في ذلك الوقت. في عام 2000 كان أول تعويم الجنيه المصري، وبالتالي ارتفعت الأسعار بشدة وبحث الناس في أماكن بديلة عن أغذية الأطفال باسعار أقل تكلفة. حول هذا الوقت قالت “لقد نمت واستيقظت وقد ذهب عملي، وكانت خسارة كبيرة.” مثلما هو متوقع من قائدة مثل يمنى لم تكن هناك فرصة ألا تسمح لنفسها بالنجاح وبدلاً من الاستسلام والاحساس بالهزيمة، قررت أن تقطع خسائرها من عملها القديم وتبدأ شيئًا جديدًا. بعد البحث الكثير عن أفكار لعمل أخر، قررت يمنى تغيير أسلوبها وبدلاً من الاستيراد بدأت في التصدير. وعلى الرغم من عدم امتلاكها أي خلفية في الزراعة إلا أنها تمكنت من اكتساب المعرفة اللازمة واكتساب المهارات المطلوبة لبدء مشروع جديد لتصدير الفراولة المجمدة. ومع ذلك لم يكن هذا هو العمل الوحيد الذي بدأته يمنى من الصفر، بل كان الأول من بين أعمال عدة. على الرغم من أن تجارة الفراولة المجمدة كانت مثمرة، أرادت يمنى أن تبدأ شيئًا أكثر طلبًا. تشرح قائلة: “أنا أؤمن بالطلب، والطلب هو العامل الحاسم في نوع العمل الذي يجب أن يبدأه المرء.” وبناءً عليه ، بدأت مبادرة جديدة حيث تعلمت تجارة الزيتون بالكامل من زراعته حتى تصديره. على الرغم من أن الزيتون المصري لم يكن مشهورًا في تلك الوقت، لكن من خلال روْية يمنى الواسعة وبقليل من المثابرة والصبر تمكنت من صنع اسم له إلى الحد الذي مكنها لاحقًا من التصدير إلى عشرين دولة مختلفة.

لم تأت الحياة الناجحة التي عاشتها يمنى بسهولة بل تطلبت الكثير من العمل الجاد وبُعد النظر والطموح لتصبح سيدة الأعمال والقائدة التي هي عليها اليوم. تحدثت يمنى بعمق عن رحلتها والتحديات التي واجهتها وما كان عليها التغلب عليه وتعلمها لتحقيق حلمها المتنامي. أحد التحديات الرئيسية التي ذكرتها هو حقيقة أن ما يتعلمه الناس في المدرسة يختلف عما يواجهونه في الحياة الواقعية. حول هذه النقطة قالت “لا توجد مدرسة تجعلك سيدة أعمال / رجل أعمال، عليك أن تعلم نفسك من خلال التجربة والخطأ ، وهي عقبة كبيرة في حد ذاتها.”

تحدثت أيضًا عن أهمية الشخصية الحازمة القوية لأي امرأة تريد النجاح. عندما سُئلت عن أي صراع واجهته كامرأة في حياتها اليومية، أوضحت بدلاً من ذلك الحاجة الماسة إلى شخصية وطموح قويين. قالت: “إذا كان لدى أي فتاة طموح وهدف، فستتمكن من الحصول على ما تريد دون أن تختبئ وراء حقيقة كونها امرأة. يجب حقا أن تكون أكثر حزما.”

بصفتها قائدة، تحدثت يمنى أيضًا عن عدم المساواة بين الجنسين في مختلف مراحل حياتها. على الرغم من أنها لم تذكر أي موقف معين حيث واجهت فيه تحيزًا بين الجنسين ، كانت هناك أوقات شعرت فيها يمنى أن الحياة كانت أقسى على المرأة من الرجل ، مثل فترة الإنجاب وهي تقول “إن سن الإنجاب عندما تكون المرأة أمًا ومسؤولة عن الأسرة يحد من طموحها إلى حد ما. وفي نفس الوقت بالضبط يسافر الرجل ويتبع طموحاته ويحقق كل ما يريد “. على الرغم من أن يمنى تأثرت بهذا الأمر شخصيًا، إلا أنها استطاعت أن تتغلب عليه من خلال التكيف مع الموقف وإيجاد وسيلة للنجاح في النهاية. كونها نموذجًا يحتذى به لعائلتها أمر مهم جدًا أيضًا بالنسبة إلى يمنى وكما دعمتها عائلتها عندما كانت طفلة بدون أي قيود، فهي ترغب في تربية أطفالها وأحفادها بنفس السلوك.

إن العطاء للمجتمع أمر ضروري للغاية بالنسبة لـيمنى. في عام 1999 أسست “سيدات الأعمال في مصر 21” لتكون قادرة على تحفيز ودعم القيادات النسائية الأخريات، وهو الأمر الذي كان ينقصه المجتمع المصري في ذلك الوقت. بالإضافة إلى ذلك كانت هناك برامج ومبادرات أخرى من قبل سيدات الأعمال في مصر. ومن الأمثلة على ذلك برنامج “نساء من أجل النجاح” وهو برنامج بدأ منذ سبع سنوات ليتمكن من تحسين صورة المرأة ومنحها الثقة التي تحتاجها للنجاح، وهو أمر كان تيار الإسلام السياسي يحاول تقليصه.  بدأوا أيضًا موقع للترويج للمنتجات النسائية ولجذب وتيسير المسار أمام القيادات النسائية الأخريات

خلال فترة انتشار فيروس كورونا تم اختبار جميع مهارات يمنى وكان عليها مواجهة تحديات متعددة على عدة جبهات. عانت أعمالها من انخفاض كبير في حركه التصدير واقتصرت اجتماعات جمعيتها على المقابلات الأونلاين بدلاً من وجودها الشخصي. بسب امتلاك يمني المثابرة والاٍيمان لرسالتها، ظل نشاطها التجاري وجمعيتها مفتوحين كل يوم. قالت “كل شيء يتعلق بامتلاك الاٍرادة والنظرة الصحيحة.”

لا يوجد مقاطع فيديو