مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

مريانا ماهر

( ١٩٨٤ )
كلمات مفتاحية
مكان المقابلة
مقر First Step بالجيزة
تاريخ المقابلة
3 فبراير 2022
المحاورة
الأرشيف

مريانا ماهر

الدراسة: ليسانس حقوق
مؤسِسة شركة First Step

تتحدث ماريانا ماهر، وهي مالكة مشاركة لمركز للعمل والمذاكرة، عن حياتها العملية والشخصية في هذه المقابلة. تجيب ماريانا أيضًا عن أسئلة متعددة حول آرائها في موضوعات تمس النساء والعمل والجندر، وعن جائحة كورونا المستجدة ومدى تأثيرها على عملها.

تخرجت ماريانا في كلية الحقوق، ولكنها لم تحب العمل في مجال القانون، فبدأت العمل في مجالي المبيعات والتسويق، ثم الموارد البشرية. بدأ شقيقها مينا مشروع First Step، وهو مركز للعمل والمذاكرة بالإضافة إلى اهتمامه الخاص بكل ما يخص الأطفال والطفولة. يملكان حاليًا فرعان في محافظة الجيزة لمشروعهما.

بدأت ماريانا رحلتها العملية في سن مبكرة، في الثامنة عشر من عمرها، أثناء دراستها الجامعية في مجال المبيعات، فهي تحب العمل مع الناس بشكل مباشر. تؤكد ماريانا أن أسرتها، خاصة والدها، دعموا قراراها بالعمل في هذا العمر المبكر كثيرًا، رغم قلقهم عليها الذي تتفهمه، ولكن لا تنصاع إليه. تقول إنها لطالما آمنت أنها شخصية مستقلة، لا تابعة، ولا يجب عليها أن تنتظر من أسرتها الدعم المادي، رغم أنهم لم يقصروا في تقديمه. تقول أيضًا إنها تعتبر نفسها مختلفة عن الفتيات الأخريات التقليديات، فلا تهتم كثيرًا بالتجميل وما شابه، بل تميل بشكل أكبر إلى العمل.

فيما يتعلق بعملها في مجال المبيعات، تقول ماريانا إن مديري المبيعات عادة ما يفضلون الفتيات عن الجنس الآخر، وإن هذا نوع من أنواع الاستغلال، وإنهم لا يهتمون بالمنتج نفسه. يعلمون الفتيات كيف يبعن السلعة بالابتسامة وبالأسلوب، لا عن طريق هضم السلعة نفسها وفهمها ومعرفة كل خصائصها وفهم طريقة بيعها لكل الناس، لا لفئة واحدة معينة منهم. تقول إن بعض الفتيات تضطر للعمل بالمبيعات لاحتياجهن المادي لذلك، لا لأنهن يؤمنن بأهمية هذا العمل. تقول ماريانا إن والدها كان مدرسها الأول في مجال المبيعات، فهو أيضًا رجل مبيعات، ولكن حين احتكت بأرض الواقع، وجدت مشرفي المبيعات يؤكدون على الفتيات أن يكنّ “لطيفات” مع العملاء، تقول هذا وتسخر من هذه النصيحة، فما معنى اللطف؟ تؤكد ماريانا أيضًا أن مديري المبيعات عادة رجال، ولا يدعمون الفتيات في سبيل الترقي في حياتهن العملية، بل يرغبون أن تظل الفتاة في مكانها دون تغيير. توافق ماريانا على فكرة تشغيل الفتيات في مجال المبيعات، ولكن يجب تشغيلهن ودعمهن أيضًا حتى يصبحن مديرات مبيعات.

أما عن بداية مشروعها مع شقيقها مينا، فتقول إنه لطالما أحب كل ما يخص الأطفال، فاشترى متجرًا في حي الهرم وحوله إلى مركزًا للعمل والمذاكرة، يأتي إليها الأطفال كي يستذكروا دروسهم. قررت أن تساعده في مشروعه، حتى بدأوا في البحث عن مكان أكبر مساحة، وحينها كان عليها أن تترك عملها كي تتفرغ لهذا المشروع، وتصفه بأنه كان قرارٌ صعبًا، وتؤكد أنها بشكل عام تتخذ قراراتها بنفسها، ولا تنتظر موافقة أسرتها، وتؤكد أيضًا أنهم أعطوها هذه المساحة لاتخاذ قراراتها بشكل مستقل. ما شجعها على اتخاذ قرار الاستقالة كان احتكاكها بشكل مباشر بشباب في سن السابعة عشر حتى الخامسة والعشرين، حيث شعرت أنهم جيل مختلف. قررا أن يؤسسا مشروعهما اعتمادًا على نسق “ساعد نفسك”، حيث يكون على الشاب أو الشابة أن يعدوا لأنفسهم المشروبات والطعام، وأن ينظفوا أماكنهم بأنفسهم. تفكر ماريانا في التوسع وافتتاح فرع بمحافظة القاهرة، وتحب فكرة “ساعد نفسك” كثيرًا. قالت ماريانا أيضًا إنها كانت تملك مشروعًا صغيرًا قبل مشروعها مع شقيقها، حيث امتلكت ماكينات حياكة وعملت في مجال الحياكة، إلا أنها لم تستمر فيه طويلًا لأسباب صحية. تؤكد ماريانا أن المال ليس أهم عامل في نجاح الشركة، بل الاستمرارية في العمل، وقد يجد صاحب أو تجد صاحبة العمل أنفسهم يعملون ضعف عدد الساعات لأن عليهم/هن أن يلموا بكافة تفاصيل الشركة وكل ما يتعلق بها.

تقول ماريانا إن هناك فارق في الأداء بين النساء والرجال فيما يتعلق بالعمل، فعندما يتم تدريب النساء بشكل كافي، يستطعن التفوق في الأداء، أما فيما يتعلق بالرجال، فتقول إنه في خبرتها الشخصية يحتاج الرجال إلى نوع من الدفعة العنيفة كي يؤدوا عملهم بشكل أفضل. تؤكد أيضًا أن لدى الرجال مشكلة في تقبل كون مديرتهم امرأة. في سياق متصل بمسألة الجندر، تقول ماريانا إن بعض الشركات تسأل السيدات أثناء إجراء مقابلات العمل عن حالتها الاجتماعية بشكل فج، وتؤكد أن هذا ضايقها كثيرًا، حتى افتتحت عملها الخاص ولاحظت ظاهرة في بعض الفتيات اللاتي يعملن تحت إشرافها، وهي أنهن يتجاهلن واجبات عملهن نوعًا ما عندما يرتبطن عاطفيًا، وتتمنى أن تواجههن بهذه الحقيقة، وأن تسألهن إن كن يشعرن بأن حياتهن تضيع.

حين سؤالها عن المشكلات التي قد تقابلها رائدات الأعمال عند بداية شركاتهن الناشئة، قالت ماريانا إن عدم اقتناع شريحة كبيرة من المجتمع بقدرة المرأة على إدارة العمل تشكل مشكلة كبيرة تقابلها رائدات الأعمال، ففي هذا الصدد، قد لا يقتنع العمال مثلًا بأنها هي المسؤولة الأولى والأخيرة عن الشركة، ويفضلون التعامل مع رجل. ترى ماريانا أن المرأة هي من تستطيع إجبار الآخرين على احترامها واحترام سلطتها. ونصيحتها للمرأة عمومًا فيما يتعلق بالتعامل مع الآخرين والعلاقات هي أن ترى نفسها كإنسان كامل الأهلية أولًا، وأنها ليست أقل من الرجل بأي شكل من الأشكال، وألا تخاف من الخطوات التي تتخذها وأن تتحمل مسؤولية كل خطوة، وأن تنظم وقتها بين عملها وبين أسرتها. حين سؤالها عن أحلامها المستقبلية، قالت إنها تحلم أن تساعد كل من لديه حلم في تحقيقه، وأضافت أنها لن تعتبر نفسها رائدة أعمال قبل تحقيق هذا الحلم.

أما عن وباء الكورونا المستجد وتأثيره على عمل ماريانا، فتقول إنها كانت فترة صعبة، فهي تحب الناس والعمل معهم عن قرب، فكانت تجربة سلبية عمومًا في البداية إلا أنها لاحظت أن الناس قد تكيفوا مع الوضع، على عكس توقعاتها وتخوفاتها، وبدأ الأطفال في العودة إلى ساحة العمل الجماعي الخاصة بها، ولكن بقواعد جديدة تؤكد أنهم تعلموها بسرعة.

لا يوجد مقاطع فيديو