مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

أماني فريد

( 1922 - 2005 )
تاريخ المقابلة
9 سبتمبر 2002
الأرشيف

أماني فريد

كاتبة، وصحفية

في هذه المقابلة تتحدث أماني فريد، الكاتبة والصحفية والرائدة النسوية، عن رحلتها مع التعليم، والتحاقها بمدرسة السنية ثم معهد التربية العالي بالزمالك. تتحدث أيضاً عن كتاباتها التي تمحورت حول التمرد على أوضاع المرأة، وعن مشاركتها في مسيرات للمطالبة بدخول المرأة البرلمان. كذلك تتحدث عن مشاركتها في إضراب نقابة الصحفيين الذي أثمر عن منح حق التصويت للمرأة. شاركت أيضاً بجانب درية شفيق وهدى شعراوي وحواء إدريس في كفاحهن لتحسين أوضاع المرأة.

نشأت أماني بحي السيدة زينب بالقاهرة، وتتذكر أن والدتها توفيت وهي في سن صغير، ولا تذكر عنها شيئاً، وقد قامت بتربيتها زوجة والدها تركية الأصل. تتحدث أيضاً عن محبتها الشديدة للتعليم، وكيف اتخذته موهبة مثل الرسم أو غيره من الهوايات. بدأت دراستها بمرحلة الروضة بمدرسة السنية بشارع المبتديان بالقصر العيني، التي وقع عليها الاختيار نظراً لقربها من محل سكنها، ودرَّس لها عدد من المعلمات الإنجليزيات والفرنسيات، كما درست لها الرائدة درية شفيق مادة اللغة الفرنسية. أحبت إلقاء الخطب منذ طفولتها، ولاقت تشجيعاً كبيراً من مدرس اللغة العربية لها على ذلك، كذلك شجعتها مدرسة اللغة الإنجليزية على إلقاء الأشعار الإنجليزية في الحفلات المدرسية. انضمت إلى فريق التمثيل في فترة دراستها الثانوية، وقامت بالمشاركة في العديد من المسرحيات، ولكن لم يكن من المتاح بالنسبة لها احتراف مهنة التمثيل، نظراً لعدم القبول المجتمعي للمهنة آنذاك. شاركت خلال فترة دراستها الثانوية أيضاً في عدد من التظاهرات، وكانت إحدى هذه التظاهرات بمشاركة المدرسة الخديوية، حيث قامت الطالبات بالخروج بها خارج حدود المدرسة، ولم تستطع الناظرة منعهن من ذلك، ومرت التظاهرة بشاعر القصر العيني، وشاركتهن الممرضات بالهتاف من الشرفات، كما مرت بجامعة القاهرة، وانضم إليها طلبة الجامعة.

التحقت بعد دراستها الثانوية بمعهد التربية العالي بالزمالك، الذي أصبح كلية البنات فيما بعد، وكانت عميدة المعهد إنجليزية، أما الوكيلة، فكانت رائدة التعليم أسماء فهمي التي أحبت أماني لتفوقها بالمواد الدراسية. وقد آثرت دخول المعهد، رغم رغبة والدها في التحاقها بالجامعة، حيث اختارت هي وزميلاتها المعهد نظراً للدراسة المتميزة به.

ورثت عن والدها محبة العلم والقراءة والكتابة، حيث كان كاتباً في عدد من الصحف السياسية الأسبوعية، وصدرت له بعض الكتب، كما كان يعمل بوزارة المعارف. وتذكر أنها في طفولتها قد قرأت كتب مثل “ألف ليلة وليلة” و”كليلة ودمنة”. وظهرت موهبتها في الكتابة وعمرها 9 سنوات. وصدر لها أول كتبها بعنوان “همسات ولفتات” في الأربعينات، ثم صدر لها كتب أخرى منها كتاب “مصرية في أمريكا”، و”المرأة المصرية والبرلمان”، الذي اعتبرته ثورة على أوضاع النساء، وجاء في إطار حركة نسائية نادت بدخول المرأة البرلمان شاركت فيها كل من أسماء فهمي، وسمية فهمي، ونعيمة الأيوبي، ومفيدة عبد الرحمن، التي رشحت نفسها في الانتخابات. تحدثت كذلك عن قيام هذه الحركة بعمل مظاهرات ضمت نساء من جميع طوائف الشعب لممارسة ضغط على المسئولين. أصدرت أيضاً مذكراتها في كتاب بعنوان “أيام وذكريات”. وتتذكر أن الرائدة هدى شعراوي قد تبنتها أدبياً، كما تتذكر قيام الأخيرة بتوصيتها بأن تستكمل كفاح ومسيرة النساء نحو الحقوق المتساوية والحرية قبيل وفاتها. ساعدها أيضاً خلال مسيرتها المحامي علي أيوب، الذي اعتبرته بمثابة أب لها، وشارك في تكوينها سياسياً. وتمت دعوتها للمشاركة في “مؤتمر الوفاق العربي العالمي”، وكان معها هدى شعراوي وحواء إدريس. سافرت أيضاً لعدد من الدول، سواء للعمل أو الترفيه، ومنها سوريا، وفلسطين، والأردن، ولبنان، وفرنسا. وقد ترشحت أماني لدخول البرلمان، ولكنها لم تفز بالمقعد، وتذكر أن الفنانات مديحة يسري وزوز ماضي قد ترشحن أيضاً.

بدأت حياتها الوظيفية في مدرسة محمد علي للبنات، وبعدها غمرة للبنات، ثم العباسية الثانوية للبنات. شغلت وظيفة مدرِّسة في مدرسة ببورسعيد لأنها أرادت الاستقلال عن أسرتها حسب قولها، وتذكر أنها كانت أول مدرسة إعدادية يتم افتتاحها في بورسعيد. وتتذكر أنها درَّست عدداً مختلفاً من المواد الدراسية، ومنها اللغة العربية، واللغة الإنجليزية، والترجمة، والتاريخ، والجغرافيا. أحبت مهنة التدريس، لما منحته لها من معارف جديدة، وتذكر محبة طالباتها لها، نظراً لصغر سنها، ومشاركتها لهن في الأنشطة المختلفة.

عملت أيضاً صحفيةً في عدة مجلات، من بينها “البلاغ”، و”المصري”، و”الكتلة” لصاحبها مكرم عبيد، و”روز اليوسف،” وبعد ذلك في “الأهرام” و”دار الهلال”، التي كانت تعمل بها أمينة السعيد. شاركت أيضاً مع مجموعة عُرفت باسم “جامعة أدباء العروبة،” وتحكي كيف أقامت هذه المجموعة الندوات، وكيف كانت تلقي شعراً من خلالها في القاهرة وعدة محافظات أخري.

كانت أماني فريد أيضاً عضوة في “جمعية بنت النيل”، الجمعية الخاصة بالدكتورة درية شفيق، التي أصبحت زعيمة الحركة النسائية في مصر عقب وفاة هدي شعراوي. حكت كذلك عن تجربتها في الإضراب عن الطعام لأكثر من أسبوع بنقابة الصحفيين، وهو الإضراب الذي بادرت به درية شفيق بمشاركة منيرة ثابت وفتحية الفلكي وهيام عبد العزيز، التي لم تستطع الاستمرار في الإضراب معهن للنهاية، وغيرهن، حتى تحصل المرأة على حقوقها السياسية وعلى حق الانتخاب والترشح. تتذكر أماني أنها كانت الأصغر سناً بين المشاركات في الإضراب، وتتذكر التدهور الشديد في حالتها الصحية، وأنها أوشكت على الوفاة، ولكنها ترى أن حصول المرأة على حقوقها استحق حتى الموت من أجله. وقد نتج عن هذا الإضراب قيام الرئيس محمد نجيب بمنح المرأة حق التصويت السياسي والترشح في الانتخابات، وتتذكر فض الإضراب، واحتفالهن بما حققن من نجاح، وذهابهن لزيارة قبر الكاتب قاسم أمين. وتذكر أن أولى المرشحات الفائزات لدخول البرلمان كانت الرائدة راوية عطية.

أسست أماني أيضاً في الخمسينيات مجلتها الخاصة بعنوان “بنت الشرق”، لكي تنشر ما تريده من أخبار ومقالات دون التقيد بسياسة مجلة أو جريدة بعينها، وفي الوقت ذاته عملت كمدرسة في كلية البنات في الزمالك. وتتحدث عن فترة الخمسينيات من حيث التطورات الكبيرة التي شهدتها مصر، وخاصة التحول من الملكية إلى الجمهورية.

تزوجت آمال من الأستاذ حسن رمزي، وكان شرطها لإتمام الزواج هو استمرارها بالعمل الصحفي، ولم يعارض زوجها اختياراتها على الإطلاق.

لم تشعر أماني أن كونها امرأة قد شكل أية ضغوط أو عقبات في طريقها، على العكس أعطاها والدها الحرية الكاملة، واعتنى عمها بها وعلمها العود والغناء، كذلك دللتها زوجة عمها واعتبرتها ابنتها، نظراً لكونها لم تنجب فتيات، كما لاقت دائماً الدعم ممن حولها، خاصة في بداياتها، نظراً لصغر سنها.

لا يوجد مقاطع فيديو