مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

أوجيني جرجس

كلمات مفتاحية
تاريخ المقابلة
26 يوليو 2004
الأرشيف

أوجيني جرجس

ناظرة مدرسة، ورئيسة قسم

في هذه المقابلة تتحدث أوجيني جرجس، إحدى رائدات التعليم وناظرة مدرسة حلوان الثانوية، عن رحلتها مع التعليم والعمل، وكيف أصرت أن تتعلم، حتى تمكنت من دخول الجامعة والتحقت بقسم الجغرافيا بكلية الآداب، جامعة القاهرة، الذي تخرجت منه في عام 1946. عملت مدرسةً في عدد من المحافظات، حتى أصبحت ناظرة ورئيسة قسم.

نشأت أوجيني جرجس في أسرة تكونت من شقيقها الأصغر، وشقيقتها الأكبر التي لم تستكمل تعليمها إلى آخر مراحله بعد أن حصلت على شهادتها من مدرسة “السنية”، ووالدها الذي كان يعمل بوزارة الصحة، ووالدتها التي حصلت على قدر من التعليم بالمدارس الأمريكية، وشقيقتها الأصغر التي أرادات أن تستكمل تعليمها بعد المرحلة الابتدائية، لكن قوبلت رغبتها بالرفض من قبل ووالدها ووالدتها، نظراً لخوفهما من تأخرها في الزواج مثل شقيقتها أوجيني التي أصرت على استكمال تعليمها بعد المرحلة المدرسية. وتتحدث عن غضب شقيقتها وعدم غفرانها لوالدها ووالدتها حتى النهاية بسبب حرمانهم لها من استكمال تعليمها.

كانت رغبة أوجيني هي الالتحاق بكلية العلوم بالعباسية، ولكن نظراً لبعدها المكاني عن منزلها، قررت الالتحاق بقسم الجغرافيا بكلية الآداب بجامعة القاهرة، حتى تخرجت منها في عام 1946. استمتعت بدراستها في قسم الجغرافيا وأحبتها بشدة، وتذكر أن دفعتها ضمت 12 فتاة، تتذكر منهن الأستاذة آمنة إبراهيم، التي أصبحت ناظرة مدرسة فيما بعد. فور تخرجها، درست التربية وعلم النفس في معهد التربية، لكي تتأهل للتدريس، وتذكر أنها سافرت في عدد من الرحلات، ومنها رحلة إلى لبنان. تتذكر أن عميد كلية الآداب، الدكتور طه حسين، أعلن عن الحاجة إلى مدرسين منتدبين للعمل بالعراق، ولكن والدها رفض نظراً لأنها فتاة، ولم يرد لها السفر للخارج.

تم تعيينها بعد ذلك في مدرسة “السنية”، وحاول والدها أن يقوم بنقلها إلى المنصورة، نظراً لإقامتهم بها آنذاك، ولكن تم نقلها إلى طنطا، ثم إلى المنصورة، وبعدها إلى الإسكندرية التي علمت بها لمدة 4 سنوات في القسم الداخلي بالمدرسة مع زميلاتها، وتذكر أنها كانت من أسعد الفترات في حياتها. انتقلت بعد ذلك للتدريس بمدرسة “مصر الجديدة الثانوية للبنات” بالقاهرة، وتتذكر أنها قامت في هذه المرحلة بالتدريس للملكة ناريمان، وكانت في السنة الرابعة الثانوية. عٌينت بعد ذلك ناظرة لمدرسة “حلوان الثانوية”، وظلت بها لمدة 5 سنوات، كما أصبحت رئيسة قسم، حتى أحيلت إلى المعاش.

تقدم أكثر من شخص لخطبة أوجيني لكنها رفضت، حتى تزوجت وعمرها 36 عاماً من شقيق زميلتها، وكان أستاذاً بكلية الفنون. وتتذكر أنها سافرت معه إلى عدد كبير من الدول الأوروبية، ومنها إسبانيا التي ظلت بها لمدة شهر، وتتحدث عن الكنائس والمتاحف التي زارتها، ومشاهدتها لرقصات الفلامنكو ومصارعة الثيران. كذلك زارت روما وفيينا، وتروي عدداً من ذكرياتها الممتعة بالدول التي زارتها، وكيف رفضت زيارة الولايات المتحدة الأمريكية حيث رأت أنها بلد تم اكتشافها حديثاً، ولا يوجد بها آثار أو معالم قد تستمتع بزيارتها.

بعد وفاة زوجها، عاشت بمنزلهما في سرايات المعادي بمفردها، حتى قامت خادمتها بسرقتها، فنصحتها إحدى صديقاتها بالانتقال إلى إحدى دور المسنين بالمعادي. ونظراً لحبها للحياة الاجتماعية واعتيادها على التواجد مع الآخرين، فقد تحدثت عن شعورها بالوحدة والضيق الشديدين لتواجدها بالدار.

لا يوجد مقاطع فيديو