في هذه المقابلة تتحدث إقبال زكي، رائدة العمل الاجتماعي، عن رحلتها مع التعليم حتى تخرجت من معهد رياض الأطفال نظراً لحبها الشديد للأطفال. وتتحدث أيضاً عن برنامجها الإذاعي المخصص للأطفال.
ولدت إقبال في منطقة المنيرة بالقاهرة، وكان والدها أحد رجال التعليم، ورغم أنه كان غير معتاد آنذاك أن تكمل الفتيات دراستهن، إلا أن والدها أصر على أن تكمل تعليمها الذي بدأ بمرحلة رياض الأطفال، وكانت مدتها 5 سنوات، ثم المرحلة الابتدائية، وكانت مدرستها هي مدرسة الشيخ صالح التابعة للخاصة الملكية. وتتذكر الجدية والاهتمام الشديد بالتعليم في المدرسة، وكيف قامت المشادات بين المعلمين في هذه المرحلة نظراً لرغبة كل منهم في الحصول على وقت إضافي لتعليم الطالبات مجاناً. التحقت بعد ذلك بمدرسة معلمات السنية، وكانت أول مدرسة تم إنشاؤها للبنات آنذاك، وقد أصبح اسمها السنية الثانوية عند التحاقها بها، وظلت بها لمدة خمس سنوات، حتى حصلت على شهادة البكالوريا. وتتذكر أن ناظرة المدرسة ومدرسات اللغة الإنجليزية كن إنجليزيات الجنسية. أما معلماتها من المصريات، فتذكر منهن الأستاذة فتحية سليمان، مدرسة مادة الطبيعة، والتي كانت بمثابة مثل أعلى لها، كما تذكر معلمات أخريات أحبتهن بشدة، ومنهن الأستاذة نظيرة المولى، والأستاذة إحسان مجاهد، والأستاذة إحسان عابد، ومدرسة اللغة الفرنسية، الأستاذة درية شفيق، واللاتي كن طالبات بالمدرسة قبل أن يصبحن مدرسات فيها، وتذكر هيبتهن من الأستاذة نعيمة كامل كبيرة الضابطات بالمدرسة، والتي استمرت حتى بعد أن أصحبن مدرسات. تتذكر الجدية الشديدة التي اتسمت بها معلماتها وحفاظهن، بالرغم من ذلك، على علاقة الصداقة مع الطالبات. تتذكر صديقاتها بمرحلة الدراسة الثانوية، ومنهن معالي كيرة، وتوحيدة عبد القادر، وكيف استمرت صداقتهن بعد مرحلة الدراسة. تعددت أنشطتهن في المدرسة، وكان منها النشاط المسرحي الذي أحبته وشاركت بالتمثيل في عدد من مسرحيات المدرسة، وخاصة المسرحيات الكوميدية.
تتذكر محبتها الشديدة للقراءة نظراً لوجود مكتبة كبيرة بالمدرسة، بالإضافة إلى مكتبة والدها الخاصة. قامت كذلك بالاتفاق مع أحد أصحاب المكتبات بجوار منزلها، على أن تمنحه جنية شهرياً، في مقابل أن يعطيها الكتب لقراءتها وإرجاعها للمكتبة مرة أخرى. وتذكر قراءتها لعدد كبير من الكتب والروايات لجورجي زيدان، وحسنين هيكل، وغيرهما من الكتاب. تتحدث أيضاً عن حرص والدها على اصطحاب العائلة في كل يوم خميس من الأسبوع إلى إحدى دور السينما أو المسرح، وكيف شاهدت علي الكسار ونجيب الريحاني ويوسف وهبي وغيرهم على مسارحهم.
في فترة دراستها، شهدت البلاد ما وصفته بأنه نهضة وطنية، وتتذكر مشاركة مدارس البنات والبنين في المظاهرات، وأن بعض التظاهرات كان يتم داخل المدرسة أيضاً، حيث تمتنع الطالبات عن دخول الفصول، ويبدأن في الهتاف، دون أية معارضة من ناظرة المدرسة. إلا أنها لما تشارك بأي منها نظراً لمنع والدها وتنبيهه الشديد عليها بعدم المشاركة في أي من هذه التظاهرات، رغم أنها كانت معها بقلبها دائماً.
بعد حصولها على شهادة البكالوريا، كانت رغبتها هي الالتحاق بكلية الطب في الجامعة، ولكن رفض والدها أن تلتحق بالجامعة نظراً لرفضه الشديد لفكرة الاختلاط، فالتحقت بمعهد التربية العالي للبنات، الذي أصبح كلية التربية فيما بعد. التحقت بالقسم الإنجليزي بالمعهد، وبعد عامين، تم افتتاح قسم خاص برياض الأطفال، فقامت بالانتقال لهذا القسم، نظراً لحبها الشديد للأطفال. استمتعت بدراستها بالمعهد وأحبتها، وتذكر فترة التدريب العملي، وكذلك الرحلات المختلفة التي شاركت بها. وتتذكر أستاذ مادة التاريخ، أحمد نجيب هاشم، الذي كان وزيراً للتعليم، والذي وصفته بأنه كان رجلاً عظيماً وهادئاً وشديد الاحترام، عامل الطالبات طوال الوقت كأب لهن. تذكر أيضاً الأستاذة عائشة الكاشف، مدرسة الرسم، التي أحبتها بشدة. كما تذكر الدكتورة سمية فهمي، وكانت عائدة من بعثة ودرست لهن مادة علم النفس، وتتذكر صعوبة تقبلهن للمادة في البداية. رشحت بعد ذلك للسفر في بعثة خارج مصر، ولكن نظراً لظروف قيام الحرب العالمية الثانية، تم إلغاء البعثات للخارج.
شاركت في العمل الإذاعي تحت إشراف إحدى معلماتها، وهي الأستاذة إحسان هدايت، التي كانت تعمل آنذاك بركن الأطفال بالإذاعة، وكانت تصحبها هي وبعض زميلاتها لتقديم المسلسلات والأغاني، وكانت إقبال تقوم أيضاً بترجمة القصص وقراءتها. وتتذكر أنها طلبت من أحد مذيعي الإذاعة، الأستاذ علي خليل، أن تقوم بالعمل معه بعد تخرجها، فوافق على ذلك، وبالفعل قدمت برنامج إذاعي، وقامت بتقديم الأحاديث المختلفة لمدة ساعة أسبوعياً. وتتذكر تشجيع والدتها واخواتها لها في تلك الفترة.
بعد ذلك تزوجت، وأنجبت، وتفرغت لتربية أبنائها. ثم قررت الاتجاه للعمل الاجتماعي، فانضمت إلى إحدى الجمعيات بمنطقة المعادي. وتتذكر اصطحابها لأبنائها معها للتعرف على أنشطة الجمعية، وكذلك للقيام بالتبرع لها، وهو ما تُرجع إليه الفضل في حب أبنائها للعمل الخيري فيما بعد.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.