مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

إيفيلين مصطفى شاكر

( 1927 - 2021 )
كلمات مفتاحية
الأرشيف

إيفيلين مصطفى شاكر

رائدة العمل الاجتماعي

في هذه المقابلة تتحدث إيفيلين شاكر، رائدة العمل الاجتماعي ومؤسسة جمعية “الحق في الحياة” التي عرفت باسم “أم الإعاقة الذهنية في مصر”، عن رحلتها مع التعليم والتحاقها بمدرسة راهبات “سان جوزيف” للبنات بالمنيا، التي حصلت منها على الشهادة الثانوية الفرنسية. كما تتحدث عن اهتمامها بالعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة ومحدودي الدخل. وقد صدر لها كتاب بعنوان “حق ولدي في الحياة”. تتحدث أيضاً عن أسرتها ونشاطها ضد الاستعمار البريطاني، وكيف تم اعتقال والدها وأعمامها، ومنعهم من الالتحاق بأية جامعة مصرية.

ولدت إيفيلين بمحافظة المنيا بصعيد مصر، وكان والدها الدكتور مصطفى شاكر طبيباً للأمراض الجلدية. وتتذكر انخراطه وأشقائه في التظاهرات ضد الاستعمار الإنجليزي في عام 1917، وكيف تم حبسهم في سجن القلعة، وحكم عليهم بعدم العودة لجامعاتهم أو أية جامعات أخرى بمصر. لذا سافر والدها لاستكمال تعليمه بألمانيا، وهناك قابل والدتها ألمانية الجنسية، التي اعتنقت الإسلام، ثم تزوجا في برلين، وغيرت اسمها من “كيتشيلف” إلى “نادية مصطفى شاكر”، وعاد هو إلى مصر، ثم لحقت هي به في عام 1925، وبعد أن استقرت أموره، سافرت معه إلى المنيا نظراً لظروف عمله. تتذكر إيفيلين كيف قامت علاقتهما على الحب والود، وكيف أحبت والدتها عائلة والدها وحكت لها عن ذكرياتها الطيبة معهم. تحدثت أيضاً عن أن والديها قد جسدا بالنسبة لها اللقاء الأمثل بين الشرق والغرب، والاحترام المتبادل بين الثقافتين.

تتحدث عن ذكرياتها بمحافظة المنيا، التي عاشت بها لفترة طويلة، وكيف كانت مدينة جميلة ومتحضرة. كما تتذكر الأنشطة بالنادي الرياضي، ومسابقات التنس، والحفلات التنكرية التي شاركت بها والدتها، وتتحدث أيضاً عن ذكرياتها بالمنزل الذي عاشت به في طفولتها، والمنزل الذي انتقلت إليه فيما بعد، الذي كان يطل على النيل مباشرة، وما تركه في نفسها من أثر ومحبة للنيل.

التحقت إيفيلين في مرحلة الروضة بمدرسة ابتدائية حكومية، وتتذكر الأنشطة التي قامت بها في الروضة وخاصة زراعة الحديقة. انتقلت بعد ذلك إلى مدرسة راهبات “سان جوزيف” للبنات بالمنيا، وكانت الدراسة باللغة الفرنسية، ولكن حرص والدها على أن يحضر لها شيخاً بالمنزل ليعلمها اللغة العربية والقرآن. وبالرغم من ذلك، ترى أن معرفتها بثقافة وتاريخ فرنسا كانت أكبر كثيراً من معرفتها بتاريخ وثقافة مصر نظراً لدراستها. تتذكر أن معلماتها كن من الراهبات الفرنسيات، كما كان هناك عدد قليل من المعلمات المصريات. تتذكر أن المعلمات كن يفرضن رقابة شديدة على الطالبات، وإلى جانب المواد الدراسية، علمنهن الالتزام والحفاظ على الآداب العامة، وطرق التعامل مع المجتمع. كما تذكر الأنشطة المختلفة بالمدرسة، كالغناء والتمثيل والحفلات المدرسية. وترى أن مدرستها كان لها الأثر والفضل الأكبر في حرصها الدائم على فكرة العطاء الاجتماعي، التي استمرت معها طوال حياتها، حيث حرصت المدرسة على مشاركتهن في العمل التطوعي، وجمع التبرعات والطعام للفقراء، بل وللتلميذات غير المقتدرات في مدارس أخرى أيضاً، وقد شجعها ذلك وعمرها 11 عاماً على أن تقوم بجمع أبناء الجيران من البسطاء لتعلمهم الكتابة والقراءة والخياطة. استمرت بالمدرسة حتى أصبح عمرها 16 عاماً، وحصلت على الشهادة الثانوية الفرنسية.

تتذكر قيام الحرب العالمية الثانية في عام 1939، حيث كانت في زيارة مع والدتها لألمانيا وقت بداية الحرب. وتذكر محاولات والدتها حتى تمكنت من العودة إلى القاهرة قبل الموعد المحدد لهما للعودة. كما تحكي كيف تابعت أحداث الحرب يوماً بيوم مع والدتها بعد عودتهما من ألمانيا عن طريق المذياع، حيث كانت والدتها قلقة على عائلتها وأصدقائها بألمانيا، فاهتمت بكافة الأخبار. وتتذكر تعاطف المصريين مع والدتها، وتعاطفهم بشكل عام مع الألمان ضد الإنجليز.

بعد تخرجها من المدرسة، كانت رغبة والدها هي أن تلتحق بالجامعة، ولكنها رفضت الالتحاق بالجامعة لعدم ميلها للدراسة. قررت بعد ذلك أن تتعلم اللغة الإنجليزية، فالتحقت بالقسم الداخلي بالكلية الأمريكية برمسيس بالقاهرة، ودرست بها لمدة عامين، ثم تزوجت. وتذكر أن هذه المرحلة الدراسية كانت من أجمل فترات حياتها، وكيف شاركت في العديد من الرحلات.

تذكر إيفيلين أن الخروج من المدرسة في الإجازات كان يستدعي حصول أحد أفراد العائلة على تصريح لاصطحابها، وكان عمها يأتي في أيام الإجازة لاصطحابها إلى منزله بمنطقة مصر الجديدة. ولكن لرغبتها في زيارة أماكن مختلفة فقط، طلب والدها من المدرسة منحها تصريحاً بالخروج وحدها من المدرسة، على أن تعود للمبيت في نهاية اليوم في منزل عمها. وقد حرصت في تلك الفترة على التعرف على العديد من الأماكن بالقاهرة مع زميلاتها. وترجع ما فعله والدها إلى ثقته الكبيرة بها، وترى أن ثقته هذه قد دفعتها للتعامل بحرص شديد مع الحرية الممنوحة لها.

 

لا يوجد مقاطع فيديو