مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

برلنت مرسي

( 1930 )
كلمات مفتاحية
الأرشيف

برلنت مرسي

مصممة ديكور

في هذه المقابلة تتحدث برلنت موسى، رائدة تصميم الديكور عن دراستها وعملها. التحقت في المرحلة الابتدائية بمدرسة “محمد علي الملكية”، ثم التحقت بمدرسة “السنية الثانوية”، وبعد ذلك التحقت بقسم الديكور بكلية الفنون الجميلة. سافرت خلال فترة الدراسة الثانوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومثَّلت مصر في مؤتمر للشباب، وألقت المحاضرات عن مصر وعن الدين الإسلامي. عملت بعد ذلك في مجال الديكور بالتلفزيون المصري.

نشأت برلنت في منطقة عابدين بالقاهرة، والتحقت في طفولتها بحضانة في نفس منطقة سكنها تمتكلها سيدة أجنبية. ظلت بهذه الحضانة لمدة عام، وتتذكر أنها كانت تقضي وقتها في اللعب فقط. التحقت بعد ذلك بمدرسة “محمد علي الملكية”، وكانت مدرسة حكومية اختارها والدها نظراً لعمله مفتشاً بوزارة المعارف، ومعرفته بالمدارس المتميزة. اكتشفت خلال دراستها الابتدائية محبتها الشديدة واهتمامها بحصة الرسم، وتذكر تشجيع مدرسة الرسم لها آنذاك. انتقلت بعد ذلك إلى مدرسة “السنية الثانوية”، وكانت ناظرتها آنذاك رائدة التعليم كريمة السعيد، وتذكر اهتمامها الشديد بالأنشطة المختلفة في المدرسة، وكيف اهتمت بنشاط الكشافة، كما خصصت مدرسة للبالية ومدرب للتنس، كما كانت أختها الدكتورة عظيمة السعيدة هي طبيبة المدرسة، التي علمت الفتيات التمريض، وصحبتهم لزيارة المستشفيات لإعانة المرضي. اهتمت أيضاً كريمة السعيد بالرحلات، ورغم عدم ترحيب الأهالي بفكرة سفر الفتيات إلى مدن أخرى آنذاك، ألا أنهم سمحوا لبناتهن بالمشاركة في تلك الرحلات نظراً لثقتهم الشديدة في ناظرة المدرسة. لم تحب برلنت الرياضايات ولا العلوم، وتتذكر كيف هربت من تلك الحصص لتشارك في نشاط جمعية الجغرافيا، وخاصة رسم الخرائط. أحبت في تلك المرحلة أيضاً الأدب والقراءة، واهتمت بالاطلاع في مجالات الجغرافيا والتاريخ وعلم النفس. تحدثت عن إحدى مدرساتها، وهي سعاد بهجت، التي تحدثت عن فضلها الكبير عليها، وعن حرصها علي تحسين مستواها في الرياضيات من خلال اصطحابها إلى منزلها وإعادة شرح الدروس لها دون مقابل، كما أهدتها قرطاً مصنوعاً من الذهب عندما نجحت في مادة الرياضيات. تتذكر أيضاً من زميلاتها بالمدرسة الأستاذة سامية صادق والأستاذة إخلاص صادق.

تتذكر برلنت أن مدرسة اللغة الإنجليزية قد طلبت من الفتيات كتابة موضوع إنشاء تحت عنوان “العالم الذي نريده”، لتكتشف بعد ذلك أن الموضوع جاء في إطار على مستوى الجمهورية برعاية السفارة الأمريكية. وقد كتبت موضوعها عن الحب والتسامح والسلام، وأهمية التعليم، وأيضاً أهمية مساعدة الفقراء. بعد كتابتها للموضوع بشهور عديدة، طلب وزير التربية والتعليم، العشماوي باشا، مقابلتها في مقر الوزارة بعد علمه بفوزها، وأتاح لها حصولها على المرتبة الأولي السفر إلى الولايات المتحدة لتمثيل مصر في مؤتمر الشباب. سافرت بمصاحبة وفد وزاري ووفد من السفارة، وكان عمرها 17 عاماً. وتتذكر تجربتها في الولايات المتحدة، وسكنها مع أسرة أمريكية، والكتابة عن نظام الحياة الأسرية والتعليم، بجانب مصاحبة فتاة تماثلها سناً، واصطحابها للمدرسة، وحضور المؤتمرات في وجود مندوبين من جميع دول العالم. كما قامت بإلقاء محاضرة عن الدين الإسلامي في إحدى الكنائس الكبرى. تتحدث أيضاً عن رغبتها في العمل خلال فترة سفرها ومحاولتها العمل في متجر لبيع الزهور، ولكنها وجدت صعوبة في التعامل مع الأشواك وتقطعيها، فحاولت العمل في مجال آخر، وبالفعل قامت بالعمل كجليسة للأطفال. ظلت بالولايات المتحدة لمدة 3 أشهر عادت بعدها إلى مصر.

تحدثت عن ترحيب وزارة المعارف بها بعد عودتها إلى مصر، وكيف أتاحت لها فرصة الالتحاق بالجامعة الأمريكية على نفقة الدولة مكافأة على جهودها في الخارج، بعد حصولها على شهادة الثانوية. ولكنها آثرت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة، التي فتحت أبوابها لأول مرة لالتحاق الفتيات على حد قولها. تتذكر أن والدتها لم تكن لديها الرغبة في أن تستكمل برلنت تعليمها، وكانت رغبتها هي أن تتزوج، ولكنها أصرت على أن تستكمل دراستها الجامعية، وذهبت إلى اختبار كلية الفنون الجميلة دون علم أسرتها. نجحت في الاختبار، واقتننع والدها برغبتها ووافق على دخولها الكلية. كانت الدراسة بالكلية مدتها 5 سنوات، سنة واحدة إعدادي، يليها التخصص بعد ذلك، وكانت رغبتها هي أن تتخصص في مجال الديكور، ولكن رفضت الكلية ذلك لعدم ملائمة الوظيفة للفتيات. وبناءً على ذلك، قامت هي وبعض زميلاتها بمقابلة الفنان الدكتور صلاح عبد الكريم، الذي وافق على أن يفتح لهن المجال لدخول قسم الديكور والتخصص فيه، وكان عدد الفتيات في دفعتها 4 فتيات فقط. وتتذكر ثراء الكلية بالأنشطة المختلفة، ومنها التمثيل والغناء والمسابقات الشعرية، كما تتذكر العلاقة الطيبة التي ربطتها بزميلاتها وزملائها وذكرياتها الجميلة معهم. وقد تمت خطبتها خلال فترة دراستها الجامعية لزميلها ممدوح فهمي، وآثرت أن يتم الزواج بعد انتهاء دراستها. ونظراً لوفاة والد خطيبها بعد انتهاء دراستها، فقد عاشت معه بعد الزواج في العزبة التي تحتم عليه رعاية شئونها بعد وفاة والده. اهتمت في تلك الفترة بالرسم وتصميم الأزياء كهواية بالمنزل.

علمت بعد ذلك أنه سيتم افتتاح التلفزيون، وكانت لديها رغبة شديدة في العمل به، ولكن لم تكن لديها الفرصة نظراً لظروف زوجها. ولكن اتضح بعد ذلك أن عليها هي وزوجها التقدم لاختبارات التلفزيون كونهما من الأوائل في دفعاتهما الجامعية، أو دفع غرامة قدرها عشرة آلاف جنيهاً. وبالفعل تقدمت للاختبار وتم قبولها، وتلقت تدريباً لمدة ثلاث سنوات في قصر عابدين علي يد محترفين، وكان أولهم المخرج أحمد سالم، وكان أول برنامج تعمل فيه برنامج اسمه “البيانو الأبيض”. وتذكر أن عملها بالتلفزيون تطلب الكثير من العمل والجهد، وتتذكر بفخر يوم افتتاح التلفزيون بعد هذا الجهد، والحس الوطني السائد آنذاك، وكيف كانت تذهب للعمل وهي لا تعرف الوقت الذي ستعود فيه، وكيف تسبب ذلك في انشغالها لوقت كبير عن أسرتها، وشعورها بالذنب تجاهها. وتذكر بعض ممن عملت معهم في تلك الفترة، ومنهم المخرج نور الدمرداش والمذيعة سلوى حجازي.

شاركت برلنت خلال فترة عملها في بناء العديد من الاستوديوهات. كما شمل عملها أيضاً جرد الأثاث وقت التأميم. ثم طالبها رئيس المؤسسة الاستهلاكية بتولي مسئولية استلام متجر “بونتريمولي” بعد تأميمه وإسناد مجلس إدارته للمصريين، ثم طلب منها تولي الإشراف الفني على المتجر. ذكرت بعض أعمالها التلفزيونية، مثل احتفالية “الليلة العظيمة،” التي افتتح بها مسرح البالون، والتي تسرد تاريخ مصر بأكمله، وقد قامت بتصميم كافة أزيائها. عادت إلى العمل بالتلفزيون عام 1967، بعد فترة من العمل في متجر “بونتريمولي”، وظلت به حتى أحيلت إلى المعاش. وذكرت المساندة التي لاقتها من رئيسة التليفزيون سامية صادق، وتشجيعها لها في العمل، وإيمانها الشديد بها.

تحدثت برلنت عن الترابط الشديد بينها وبين أفراد أسرتها، وافتخارهم بعملها ونجاحها وشهرتها، وعن تأثرها الشديد بوالدتها، التي شجعتها كثيراً خلال فترة عملها واحتضنت أبنائها خلال فترات إنشغالها بالعمل، وسعادتها لنجاح ابنتها في عملها وحياتها. كما تحدثت عن زوجها وتفهمه الكبير لظروف عملها الشاقة، وسعادته بنجاحها أيضاً، وكذلك عن أهمية التفاهم والتقارب الفكري مع شريك الحياة.

لا يوجد مقاطع فيديو