مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

بهيجة محسن

بهيجة محسن

رائدة العمل الاجتماعي

في هذه المقابلة تتحدث بهيجة محسن، إحدى رائدات العمل الاجتماعي في مصر، عن دراستها بمدرسة “الليسيه الفرنسية” وحصولها على شهادة البكالوريا. كما تتحدث عن نشاطها الاجتماعي الذي بدأته بفضل الأستاذة عزيزة حسين، وكيف أصبحت عضوة “جمعية نادى سيدات القاهرة”، و”جمعية حماية المرأة والطفل”. كما أصبحت عضوة في “جمعية هدى شعراوي”. كذلك ساهمت في النشاط الحربي وقت حرب 1967 من خلال “جمعية الهلال الأحمر”. وأسست مع زوجها “جمعية أصدقاء السائح”.

ولدت بهيجة في مدينة الإسكندرية، وكان والدها يعمل مستشاراً لدائرة الأمير عمر طوسون، وتتذكر الصداقة التي نشأت بين والدتها وبين زوجة الأميرة نظراً لعمل والدها معه.

التحقت في البداية بمدرسة تابعة للنظام المصري، وبعد حصولها على الشهادة الابتدائية، التحقت بمدرسة “الليسيه الفرنسية”، حتى حصلت على شهادة البكالوريا، وكان عمرها 15 عاماً. تمت خطبتها بعد ذلك كي يتم عقد قرانها وعمرها 16 عاماً. تتحدث عن حسن أخلاق زوجها وطباعه، وعن كونه شخصاً اجتماعياً، ولكن وافته المنية بعد إنجابها لابنهما. استمرت بدون زواج لمدة عامين حرصاً على ابنها، ثم تزوجت مرة أخرى من الرائد أحمد محسن عبد القادر، وانجبت منه ابنة وابن، وتتذكر كيف عامل ابنها معاملته لأبنائه تماماً.

سافرت بعد ذلك إلى غزة برفقة زوجها نظراً لعمله نائباً لحاكم غزة آنذاك، وتتذكر كيف تعرفت هناك على بعض السيدات المنخرطات في العمل الاجتماعي، ومنهن الأستاذة ألكسندرا فرج والأستاذة عزيزة حسين، التي ترجع لها الفضل في تعريفها على مبادئ العمل الاجتماعي حتى أصبحت في عام 1962 عضوة في “جمعية نادي سيدات القاهرة”، وكان نشاطه ثقافياً واجتماعياً وخيرىاً، وتذكر أن يوم الاثنين من كل أسبوع كان هو اليوم الثقافي. أصبحت أيضاً عضوة في “جمعية حماية المرأة والطفل”. وفي عام 1966، انتخبت عضوة في مجلس إدارة “جمعية حماية المرأة والطفل”. وكان نشاط الجمعية يتألف من دار الأمان الذي كانت ترأسه الأستاذة بثينة بدران، ودار الضيافة تحت رعاية عقيلة يسري، بالإضافة إلى دار السعادة، ودار حماية المرأة والطفل، وكانت ترأسه عواطف بكير.

شمل عملها الاجتماعي قرية سنديون، التي بدأ الاهتمام بها في عام 1948 من قبل أحمد باشا حسين زوج السيدة عزيزة حسين، وزير الشئون الاجتماعية، وكان يمر على عدد من القرى التي لديها مراكز اجتماعية بحكم عمله، فشعر بالسوء تجاه ما كان بالقرية من عادات غير صحية، وخاصة بالنسبة للأطفال. وقد شمل نشاط بهيجة في القرية العمل على توفير الخدمات التعليمية والترفيهية والصحية للأطفال. كما قامت بتوسيع الأنشطة لتشمل مصنع سجاد ومشروع لتعليم الخياطة. كما تمت إقامة أول مكتبة في الريف المصري بقرية سنديون، بدعم من السيدة الأولي آنذاك سوزان مبارك، بالإضافة إلى إقامة سوق خيري من منتجات القرية. ذكرت أنها دعت الأطفال اليتامى للانضمام لحضانة الجمعية بدون تكاليف، ووفرت لهم الملابس والطعام ، وقدمت طلباً إلى وزارة الشئون الاجتماعية لافتتاح فصل للأطفال الرضع، نزولاً على رغبة بعض السيدات العاملات. قامت بافتتاح فصلين لتعليم التفصيل والخياطة بمساهمة مالية من أحد رجال الأعمال، وقامت بتوفير المواد الخام للطالبات. افتتحت أيضاً مركزاً للكمبيوتر بناء على اقتراح مدير تنمية المحافظة. تحدثت كذلك عن أنشطتها في القاهرة، التي شملت إقامة مستوصف خيري في حي بين السرايات تحت إدارة د. فاطمة حسن، بالإضافة إلى رئاسة بعض الأقسام بالمستشفيات، ونشاط محو الأمية، وإلقاء محاضرة ثقافية أسبوعياً.

إبان حرب 1967، زارت السيدة الأولى آنذاك جيهان السادات “جمعية حماية المرأة والطفل” وطلبت أن يتم التعاون مع “جمعية الهلال الأحمر”. وبالفعل، شارك عدد من السيدات في الذهاب للقرى، ومنها قرية تدعى “عثمان ابن عفان”، للعمل مع بعض النساء المهجّرات، بهدف إسكانهن، والإشراف على طعامهن، ومساعدتهن في كافة أمورهن الحياتية. ورغم كونها مهمة شاقة، إلا أنها تتذكر أن تعاون زوجها معها قد خفف من صعوبة المهمة عليها.

في عام 1968، حصلت على دورة تدريبية في العمل الاجتماعي بالمركز الاجتماعي للبحوث الاجتماعية، وتذكر بعض من كن معها في ذلك التدريب، ومنهن السيدات ألكسندرا فرج، وبثينة بكر، وسيدة الراضى، وسنية الورداني. كما رُشحت لحضور مؤتمر دولي في باريس تحت عنوان “مكافحة البغاء”، لتمثيل “جمعية حماية المرأة والطفل” من قبل رئيسة مجلس إدارتها. وتتذكر أن إحدى توصياتها بالمؤتمر كانت تغيير اسمه إلى “حماية المرأة والطفل”. تم اقتراح إقامة المؤتمر التالي بمصر، ولكنها اعترضت نظراً لرفضها استضافة مصر لوفد إسرائيلي على حد قولها، فتم اختيار دولة الهند لإقامة المؤتمر. وتتذكر ذهابها بعد ذلك إلى جنيف، وأيضاً إلى لندن، للتعرف على الأنشطة التي تقدم للمرأة والطفل.

في عام 1970، شاركت زوجها وآخرين في تأسيس “جمعية أصدقاء السائح” بهدف منع استغلال السائحين من قبل بعض الأفراد المتربصين بهم، وكان رئيسها اللواء محمد الفولي، وتولى زوجها الأمانة العاملة للجمعية، كما تولت هي رئاسة لجنة العلاقات العامة والاستقبال. وقد قامت بتدريب بعض الفتيات المتقنات للغات الأجنبية، وتخصيص زياً رسمياً لهن، ثم حصلت على تصريح من المطار لتقوم الفتيات باستقبال السائحين استقبالاً لطيفاً، ومساعدتهم في إنهاء إجراءات السفر، وتقديم المساعدات لهم بشكل عام.

انضمت أيضاً في عام 1970 إلى “جمعية هدى شعراوي”، وانتخبت عضوة مجلس إدارة “جمعية نادي سيدات القاهرة”. كما استكملت نشاطها في “الهلال الأحمر” إبان حرب أكتوبر 1973، وتولت مسئولية مستشفى القبة العام العسكري، وكان من أنشطتها في المستشفى استقبال الجنود من الجرحى، ورعايتهم، وتقديم المساعدات الإنسانية والاجتماعية بوجه عام، وكان ذلك بالاشتراك مع الأستاذة هدى الحسني و12 سيدة أخرى. وقد تم تكريمها إلى جانب نساء أخريات، وإهدائهن طبق فضة من القوات المسلحة. في عام 1974، انتخبت عضوة مجلس إدارة “جمعية هدى شعراوي”، وتولت مسئولية لجنة العضوية. وفي عام 1978، انتخبت للمرة الثانية لعضوية مجلس إدارة “نادي سيدات القاهرة”. قدمت استقالتها فقط من مجلس إدارة “جمعية هدى شعراوي” في عام 1980، ولكن استمر نشاطها بالجمعية، كما تركت عملها في “جمعية أصدقاء السائح”، وذلك لرغبتها في تخفيف أعبائها وأنشطتها وتخصيص وقت أكبر للاهتمام بدارسة أبنائها، حيث تتذكر كيف حرصت طوال الوقت على خلق التوازن والتوفيق بين عملها وبين مسئولية بيتها وأبنائها.

لا يوجد مقاطع فيديو