مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

حكمت البنا

كلمات مفتاحية
تاريخ المقابلة
28 يوليو 2004
الأرشيف

حكمت البنا

أستاذة رياض الأطفال

في هذه المقابلة تتحدث حكمت البنا، أستاذة وخبيرة رياض الأطفال، عن دراستها حتى حصلت على شهادة الدكتوراه في مجال رياض الأطفال، وعن عملها كخبيرة رياض الأطفال في عدة مدارس، وكذلك عن تطويرها لمناهج وطرق التدريس في الكويت. افتتحت حكمت عدة كليات لرياض الأطفال، وقامت بالتدريب في العديد من أنحاء مصر لتحسين المناهج التعليمية وتطويرها.

عاشت حكمت خلال طفولتها في منطقة شبرا بالقاهرة، وتتحدث عن أسرتها، وخاصة عن والدها خريج مدرسة المعلمين العليا الذي عمل أستاذاً في مدرسة “التوفيقية الثانوية”، حتى أصبح قبل وفاته مديراً لمدرسة ثانوية. كانت حكمت الأخت الكبرى لخمس فتيات أخريات، وتتذكر اهتمام والدها وحرصه على تعليم بناته، وبيعه لبعض أراضيه الزراعية حتى تتمكن بناته من استكمال تعليمهن، وذلك بالرغم من دعوة بعض أهالي بلدته له إلى عدم تعليم البنات وأن يقوم بتزويجهن، ولكنه ثابر وأصر على تعليمهن. تتذكر أيضاً اهتمامه بتعليم والدتها التي لم تحصل على أي قدر من التعليم، ولكنها لم تكن لديها الرغبة في ذلك.

التحقت في البداية بروضة الأطفال، ثم بالمدرسة الابتدائية، وبعدها التحقت بمدرسة “الأميرة فوزية الثانوية”، لأنها كانت الأقرب لمحل سكنها آنذاك. تتذكر أن المدرسة كانت مدرسة نموذجية، وبها قاعة كبيرة للألعاب الرياضية، وكان بها معامل فخمة جداً للعلوم والفيزياء، كما كان بها حجرات للتدبير والأشغال، وترى أنها كانت مدرسة متكاملة. كانت الدارسة الثانوية تستمر لمدة 6 سنوات للبنات فقط، حيث كانت فترة دراسة البنين 5 سنوات، وذلك لتعليم الفتيات التدبير والأشغال. كانت أغلب هيئة التدريس بمدرستها من الإنجليزيات، خاصة معلمات اللغة الإنجليزية، أما معلمات اللغة الفرنسية فكن فرنسيات.

 ونظراً لتأثرها الشديد بمدرسة مادة التاريخ بمدرستها، فقد التحقت في البداية بقسم التاريخ بكلية الآداب، ولكنها لم تَمِل إلى هذه الدراسة، فتقدمت إلى معهد التربية لرياض الأطفال بالزمالك، بناء على نصيحة إحدى صديقاتها، وبالفعل تم قبولها بالمعهد بعد نجاحها بالمقابلة والاختبارات. وتتذكر عميدة المعهد “مسز بلور”، كما تتذكر بعض الشخصيات البارزة التي قامت بالتدريس لها وربطتها بها علاقات أقرب إلى الصداقة، ومنها الأستاذة زينب الأتربي، والدكتورة سمية فهمي، والدكتورة رمزية الغريب، ودكتور البطريق، والدكتورة عطيات عويس، والدكتور فتحية سليمان، والدكتورة فوزية دياب، التي تعتبرها قدوة في التدريس والعلم. درست بالمعهد لمدة أربع سنوات، وإلى جانب طرق التدريس والتعامل مع الأطفال، درست كذلك بالمعهد مواد عن صحة الطفل وأمراض الأطفال، كما حصلت على تدريب عملي خلال فترة الدراسة في مدارس نموذجية ملحقة بالمعهد. وتتذكر زميلاتها، رائدة التعليم الأستاذة معالي كيرا، والأستاذة نوال عيسى، والأستاذة ملك عزت.

 بعد انتهاء دراستها بالمعهد، حصلت على دبلومة التربية، وكانت تعادل درجة الماجستير في ذلك الوقت. وقد تم ترشيحها من قبل وكيل الوزارة، الدكتور المخزنجي، للسفر في بعثة إلى الولايات المتحدة، ولكنها لم تذهب في النهاية، نظراً لتوتر العلاقات بين مصر والولايات المتحدة آنذاك.

تحدثت عن تاريخها الحافل مع العمل، حيث عملت معيدةً في المدرسة النموذجية الملحقة بمعهد التربية مع زميلتها وصديقتها معالي كيرا. ثم تم اختيارها بعد ذلك للعمل بـ “كلية فيكتوريا”، وتتذكر أنها من المراحل الجميلة التي مرت بها خلال رحلة عملها. تتذكر أن هيئة التدريس كانت من الإنجليزيات، وكانت هي الوحيدة التي على دراية كافية باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، وكانت مسئولة عن فصلها بالكامل أسوة بالمدرسات الإنجليزيات. تتحدث أيضاً عن علاقة الود والصداقة التي جمعتها بأولياء الأمور خلال تلك المرحلة، كما تتحدث عن زميلاتها الإنجليزيات، حيث ترى، بغض النظر عن كونهن تابعات لدولة الاحتلال، أنهن كن ملتزمات، يحترمن الوقت بشكل كبير، وترى أنها تعلمت منهن الكثير. كذلك تحدثت عن الإدارة الإنجليزية، وحرصها على إعطاء كل ذي حقٍ حقه. وتتذكر تأميم المدرسة في عام 1959، وتولي المصريين لإداراتها.

 سافرت أيضاً للكويت للعمل في رياض الأطفال كخبيرة طفولة، وظلت بها لمدة عام ونصف. وقد أحدثت تغييراً كبيراً في المناهج ووسائل التدريس، وقامت بربط كافة المواد الدراسية ببعضها عن طريق موضوعات واحدة، بحيث تصبح كافة المواد مكملة لبعضها الآخر، كما حرصت على أن يكون التعليم من خلال الأنشطة، وقائماً على الخبرات المباشرة. لدى عودتها مرة أخرى إلى مصر في عام 1988، عملت بالبحوث التجريبية، وقامت بافتتاح عدة كليات لرياض الأطفال. كما عملت في كلية رياض الأطفال بحي الدقي، وكذلك كوكيلة للتربية النوعية، شعبة رياض أطفال، بمدينة بورسعيد، وتتذكر تدريسها في تلك المرحلة لمنهج يدعى “منهج النشاط”، أي تعليم كافة المواد الدراسية عن طريق الأنشطة.

سافرت أيضاً إلى دولة الإمارات للعمل كخبيرة مناهج. وكان من ضمن مهامها الوظيفية وضع المناهج وتدريب المعلمات. ذكرت كذلك قيامها بسفريات متكررة للبحرين بصفتها أستاذة زائرة. قامت بعمل تدريبات على مستوي القطر المصري للمديرات والموجهات، ضمن مهامها الوظيفية في المجلس القومي للطفولة، وتولت رئاسة ورشة الوسائل التعليمية. هذا وقد رشحتها الوزارة عام 1981 لمنحة في إنجلترا مع منظمة اليونسكو، وقامت بزيارة الحضانات والمعاهد المعنية بتخريج مدرسي رياض الأطفال. عملت أيضاً بالمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وتتذكر أمينة المجلس آنذاك، الدكتورة هدى بدران، التي عملت معها في “المركز متعدد المزايا”، وقامت بعمل عدد من التدريبات لمدرسات من كليات التجارة والزراعة وغيرهما. وقد اعتبرت الدكتورة هدى بدران مثلاً أعلى لها في القيادة، وحسن التعامل مع الآخرين، والعطاء بلا حدود، وفي إنجازاتها العظيمة في مجال الطفولة والأمومة. وقد عملت حكمت كذلك خبيرةً لرياض الأطفال في مكتب وزير التعليم.

تحدثت عن اختلاف الزمن وطرق التعليم، وسيطرة التكنولوجيا في الوقت الحالي، التي رأت أنها سلاح ذو حدين، نظراً لجوانب الاستفادة المتنوعة فيها، مع استنكارها سلوكيات بعض أولياء الأمور من حيث تركهم للأطفال أمام وسائل التكنولوجيا المتعددة دون أية رقابة، بالإضافة إلى المخاطر الصحية الناجمة عن التعرض للأجهزة لفترات طويلة. كما ترى أن الأجيال الحالية أصبحت أكثر اعتماداً على الأهل عن السابق، حيث كان هناك تحمل أكبر للمسئولية بشكل عام.

لا يوجد مقاطع فيديو