في هذه المقابلة تتحدث حكمت متولي، إحدى رائدات التعليم، عن رحلتها مع التعليم حتى تخرجت من كلية الآداب قسم الجغرافيا. التحقت بعد ذلك بالمعهد العالي للتربية لكي تتأهل للتدريس. شغلت عدة وظائف في مجال التعليم، معلمة، وناظرة مدرسة، ومفتشة، ومديرة.
تحدثت حكمت عن حياتها الأسرية، وعن والدها محمد متولي السحيمي، الذي كان عمدة بلدته “سحيم” بمحافظة الغربية، ثم تركها وسافر ليعمل بالتجارة في إنجلترا. وتذكر أنه كان رجلاً مستنيراً، حرص على تعليم بناته، وكانت رغبته هي أن تتلقي تعليمها مع شقيقتيها في إنجلترا، ولكن والدتها لم تتحمل الطقس وقررت العودة إلى مصر، ورفضت ترك الفتيات ليقمن بالخارج، ولكنها تركت الفتيان لاستكمال تعليمهم بالخارج. تحدثت أيضاً عن والدتها السيدة عائشة محمد منيب رسول أغا، التي كانت أصولها من منطقة الخليل بفلسطين، وكانت قد أتت في زيارة لإحدى خالاتها بمصر فتعرفت على والدها وتزوجا. وتتذكر كيف اهتمت بها، واهتمت بمعرفة صديقاتها كي تطمئن لاختيارها لهن.
في مرحلة الروضة، التحقت برياض الأطفال بمنطقة محرم بك بمدينة الإسكندرية، ثم استكملت المرحلة الابتدائية بمدرسة “محرم بك الابتدائية” لمدة خمس سنوات. وتذكر أن عدداً من المدرسات الإنجليزيات قد درسن لها في تلك المرحلة، كما تتذكر مدرس مادة اللغة العربية “الشيخ طلبة”، وكان شيخاً معمماً، الذي اهتم بها ولاحظ تفوقها وتحدث مع والدها عن مستقبلها العظيم. وتتذكر حصولها على مصحف كبير من الطبعة العثمانية، كمكافأة من المدرسة، لحفظها جزء “عم” من القرآن وهي في الصف الأول الابتدائي.
تتذكر حكمت عدم وجود مدارس ثانوية للبنات بالإسكندرية في ذلك الوقت، ولكن بعد انتهاء دراستها الابتدائية، تم افتتاح أول فصل ثانوي للبنات ملحق بالمرحلة الابتدائية بمدرسة “الأميرة فايزة”. فالتحقت به، واستمرت بالمدرسة لمدة 3 سنوات حتى حصلت على شهادة الكفاءة.
انتقلت بعد ذلك مع أسرتها إلى القاهرة، حيث التحقت بمدرسة “السنية الثانوية”، واستمرت بها لمدة عامين حتى حصلت على شهادة البكالوريا من القسم العلمي.
كانت رغبتها هي الالتحاق بكلية العلوم، ولكنها تخلت عنها نزولاً على رغبة صديقتها رسمية، التي ربطتها بها صداقة وثيقة، في أن تستكملا دراستهما معاً، والتحقت بقسم الجغرافيا بكلية الآداب بدلاً منها.
عقب تخرجها من كلية الآداب، التحقت بـ”المعهد العالي للتربية” بالزمالك، والذي أصبح “كلية البنات” فيما بعد، ودرست به لمدة عامين لتتأهل للتدريس. تتحدث عن الاهتمام الذي لاقته من قِبل أساتذتها بالمعهد، وتتذكر أيضاً مشاركتها في الحفلات والمعارض التي تمت إقامتها آنذاك. تخرجت من المعهد، وكانت الثانية على دفعتها، وفوجئت بعد ذلك بتلقيها دعوة لمقابلة الملك مع آخرين من أوائل الدفعات.
تم تعيينها بعد تخرجها من المعهد في مدرسة “أسيوط للبنات”، وكانت مدرسة ابتدائية ملحق بها فصول ثانوية جديدة. استقرت بها لمدة عام، بالقسم الداخلي بالمدرسة، وكان معها مدرستان للغة الإنجليزية ومدرسة للفلسفة، خريجات جدد لدفعة واحدة، وكن أول من درسن بالمدرسة من خريجات الجامعة، ودرسن للقسم الثانوي.
بعد عودتها إلى لقاهرة، عملت بمدرسة “مصر الجديدة الثانوية للبنات”، وكانت ناظرتها آنذاك الأستاذة فايقة سعودي، ثم تبعتها الأستاذة دولت الصدر. انتقلت بعد ذلك إلى مدرسة “الأميرة فوزية”، وكانت ناظرتها الأستاذة أسماء الزيني. تمت ترقيتها بعد ذلك لتصبح مفتشة للمواد الاجتماعية بمنطقتي الساحل وشبرا بشمال القاهرة. استمرت في الترقي إلى أن حصلت على منصب مديرة المرحلة الإعدادية بالمديرية، واستقالت في عام 1975، قبل موعد إحالتها إلى المعاش بعامين.
حصلت حكمت على شهادة الامتياز في الإدارة من الاتحاد الاشتراكي. كما حصلت على شهادة تقدير من وزارة التربية والتعليم، نظراً لعملها وجهودها في التعليم. وتتحدث عن اعتزازها بالشهادة التي نالتها من الاتحاد الاشتراكي خاصة، لأنها تمثل نبض الشارع والناس على حد قولها.
تعتز حكمت بجهدها وتفانيها في عملها، وباهتمامها الدائم بكرامة طالباتها وبظروفهن الاجتماعية والإنسانية الخاصة. كما تعتز بكونها عُرفت بين من عملت معهم بأنها تعطي كل ذي حق حقه من تلقاء نفسها، ودون أن يسعى إليه، بل دون علمه في كثير من الأحيان. وترى حكمت أن محركها الأول والأساسي خلال كافة فترات حياتها كان حرصها الشديد على تحقيق العدل، الذي ترى أن التمسك به جعلها في مأمن من أية مشكلات قد تواجهها.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.