مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

رسمية علي عيسى

( 1916 - 2006 )
كلمات مفتاحية
تاريخ المقابلة
1 أغسطس 2004
الأرشيف

رسمية علي عيسى

ناظرة مدرسة

في هذه المقابلة تتحدث رسمية علي عيسى، إحدى رائدات التعليم، عن دراستها حتى تخرجت من قسم الجغرافيا بكلية الآداب في عام 1940، ثم من معهد التربية في عام 1942. كما حصلت على درجة الماجستير عن الجالية اليونانية بمدينة الإسكندرية من جامعة الإسكندرية. عملت في “كلية البنات” بالإسكندرية، وتولت نظارة “مدرسة سانت أندروز”، وبعدها مدرسة “الأميرة فوزية”. قامت بالاشتراك مع زملائها في تكوين رابطة للمدرسين والمدرسات خريجي الجامعات، نظراً لعدم وجود نقابة للمعلمين، وتولت منصب نائبة رئيس الرابطة. بعد إنشاء النقابة في عام 1951، أصبحت عضوة في مجلس إدارتها بالإسكندرية.

تحدثت رسمية عن نشأتها في محافظة الفيوم، وكانت بلدة والدها، أما والدتها فكانت من الإسكندرية. وتذكر أن جدتها لأمها قد أتت إلى الفيوم حين كان عمرها 8 سنوات لتعيش معها بعد وفاة والدتها، وظلت معها حتى حصلت على الشهادة الابتدائية. التحقت في بداية دراستها بـ “المدرسة المحمدية”، وكانت ناظرتها آنذاك الرائدة نبوية موسى. وحصلت رسمية على الشهادة الابتدائية، وكانت الأولى على مدرستها.

كانت رغبتها هي أن تستكمل دراستها الثانوية، وبالفعل أقنعت والدها بذلك، والتحقت بالقسم الداخلي في “كلية البنات” بالقاهرة، التي استمرت بها لمدة أسبوعين، حيث لم تشعر بالارتياح في القسم الداخلي، فسافرت لجدتها في الإسكندرية لتلتحق بالمدرسة هناك. تتذكر أنها كانت السنة الأولى التي يتم فيها افتتاح مدرسة ثانوية للبنات، أي مدرسة “الأميرة فايزة. كانت رغبتها هي الالتحاق بالقسم العلمي لتتمكن من دخول كلية الطب، رغبة منها في مقاومة المرض الصدري الذي أصاب والدتها، ولكن والدها رفض التحاقها بكلية الطب، فالتحقت بالقسم الأدبي، وحصلت على الشهادة الثانوية، ومرة أخرى كانت الأولى على مدرستها. وتتذكر صديقتها الشاعرة روحية القليني، التي ظهرت موهبتها في المدرسة، حيث كتبت أولى قصائدها لرسمية، وقرأتها لمدرس اللغة العربية، الذي تنبأ لها أن تصبح شاعرة، وقد كان بالفغل أن أصبحت شاعرة شهيرة فيما بعد. تتذكر أيضاً اهتمامها الشديد بالقراءة في تلك المرحلة، وكيف قرأت العديد من الروايات من الأدب العالمي. وكان من هواياتها أيضاً رياضة التنس وكذلك التمثيل.

بعد انتهاء دراستها الثانوية، رفض والدها أن تلتحق بالجامعة، فقررت الإضراب عن الطعام حتى أذعن لرغبتها، وانتقلا إلى القاهرة، واستأجر والدها منزلاً بمنطقة الزمالك.

 التحقت بكلية الآداب، وحصلت على شهادة الليسانس في عام 1940، وتذكر أن والدها توفي في نفس عام تخرجها. التحقت بعد ذلك بمعهد التربية، ودرست به لمدة عامين كي تتأهل للعمل بمجال التدريس، وتخرجت منه في عام 1942. تم بعد ذلك تعيينها في حلوان، ولكنها طلبت نقلها إلى الإسكندرية. وبالفعل انتقلت إلى “كلية البنات” بالإسكندرية، وتتذكر ناظرتها الإنجليزية التي ترى أنها كانت عادلة في تعاملاتها، دقيقة في إدارتها للأمور، تهتم بكل طالبة على حده. وتذكر أنها تعلمت منها الكثير في أسس الإدارة، كما ساعدتها في فترة دراستها للحصول على درجة الماجستير، الذي تناول الجالية اليونانية في مدينة الإسكندرية، والذي حصلت عليه من جامعة الإسكندرية، وكتبته باللغة الإنجليزية. استمرت في المدرسة لمدة سبع سنوات، وأصبحت بعد ذلك وكيلة لها.

تم اختيارها بعد ذلك لتولي نظارة مدرسة “سانت أندروز” عقب تأميمها في نهايات عام 1955. وتذكر حرصها على أن يستمر النظام الذي اتبعته قبل التأميم، وإن كانت قد أدخلت بعض التعديلات على المناهج لترفع من مستوى دراسة مادة اللغة العربية والمواد القومية، كما اهتمت بالأنشطة الخارجية وعملت علي زيادة أعداد الطالبات المصريات، كما أضافت ثلاث مبان جديدة للمدرسة. تتذكر حصول الفتيات في مدرستها على عدد من البطولات الرياضية. استمرت بالمدرسة لمدة 5 سنوات، اضطرت بعدها للسفر إلى القاهرة بسبب ظروف عمل زوجها الدكتور عبد الحميد لطفي بجامعة عين شمس بالقاهرة، والذي كانت قد تزوجت منه في عام 1951، وأصبح فيما بعد رئيساً لقسم الاجتماع بكلية الآداب بجامعة عين شمس.

بعد سفرها إلى القاهرة، عملت بمدرسة “الحلمية الجديدة”، ولكنها تتحدث عن عدم رغبتها حينها في البقاء في القاهرة، وعدم شعورها بالارتياح فيها، وتتذكر كيف ألحت في طلب نقلها مرة أخرى إلى الإسكندرية. ولكن نظراً لعدم وجود وظائف شاغرة بالإسكندرية، فقد عُرض عليها الانتقال إلى دمنهور، التي وافقت على الانتقال إليها على الفور. وعادت لتعيش بالإسكندرية، وكانت تتنقل يومياً بالقطار بينها وبين مدينة دمنهور، التي ظلت بها لمدة 4 سنوات.

عُينت رئيسة قطاع في دمنهور، وتمكنت من إدخال عدة تعديلات وأفكار جديدة في المدارس. وانتقلت بعدها لمدرسة “الأميرة فايزة الثانوية” بالإسكندرية لتصبح ناظرتها، وتتذكر إنشاءها نادٍ رياضي وملاعب داخل المدرسة. وقد رفضت حينها الترقيات حتى لا تضطر لترك عملها بمدرستها التي درست بها في المرحلة الثانوية واعتزت بتواجدها فيها مرة أخرى كناظرة، وظلت بها حتى أصبحت مديرة عامة، وأحيلت بعد ذلك إلى المعاش.

تحدثت رسمية عن نشاطها السياسي، الذي تضمن المشاركة في مظاهرات ضد الاحتلال، وحضور اجتماعات بحزب الوفد. كما ذكرت مشاركتها في إضراب شمل جميع طلاب الجامعات في أواخر الثلاثينيات. تتذكر أيضاً نشاطها في العمل الاجتماعي، حيث كانت عميدة أسرة الشباب في “منظمة الشباب المسيحية”، كما كانت عضوة بجمعية “الشابات المسلمات”. كانت أيضاً عضوة بمجلس إدارة “رابطة الإصلاح الاجتماعي” التي يتبعها معهد الخدمة الاجتماعية المتوسط للبنات، بالإضافة إلى عملها رئيسة مجلس إدارة “جمعية رعاية الفتيات”، التي كانت تضم مدرسة توفر الغذاء والملبس وكافة الاحتياجات للفتيات الفقيرات. وتتذكر أنه نظراً لعدم وجود نقابة للمعلمين، فقد قامت هي، بالاشتراك مع زملائها، بتكوين رابطة للمدرسين والمدرسات خريجي الجامعات، وتولت منصب نائبة رئيس الرابطة. وتتذكر عقد عدة جلسات مع الدكتور طه حسين للمطالبة بإنشاء نقابة خاصة بهم، وبالفعل بدأ إنشاء النقابة عندما تقلد منصب وزير التربية والتعليم في عام 1951. وقد توقف العمل على إنشائها بعد قيام الثورة، وتم استكماله بعد أن أصبح الدكتور كمال الدين حسين وزيراً للتربية والتعليم، وتم تعيينه نقيباً أيضاً. وقد شاركت رسمية في انتخابات النقابة، وحازت على غالبية الأصوات، وأصبحت عضوة في مجلس الإدارة في الإسكندرية. وبعد انتقالها إلى القاهرة، تم انتخابها في النقابة وتعيينها رئيسة لاتحاد الطلبة بمنطقة جنوب القاهرة، وقامت آنذاك بإعداد أنشطة الرحلات والأنشطة الرياضية للطلاب.

من خلال خبرتها الطويلة في مجال التعليم، ترى رسمية أن المدرسة تساوي ناظر أو ناظرة، فهي القادرة على رفع مستوى المدرسة أو الانحدار بها، وذلك من خلال احترام العمل، والقدرة على جعل المدرسين يشعرون كما لو كانوا أسرة واحدة، والاهتمام بمشاكلهم، والتعاون معهم في إنجاز أعمالهم، وهي الرؤية التي حرصت شديد الحرص على تحقيقها طوال فترة عملها.

لا يوجد مقاطع فيديو