في هذه المقابلة تتحدث زينب لطفي المنفلوطي، رئيسة الإدارة القانونية بهيئة تعاونيات البناء والإسكان، وابنة الأديب الكبير لطفي المنفلوطي، عن رحلتها مع التعليم، حتى حصلت على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة. ثم درست بعد ذلك الحقوق بجامعة عين شمس. عملت بالكتابة لفترة زمنية، ثم عملت في الشهر العقاري، وشغلت منصب رئيسة الإدارة القانونية بهيئة تعاونيات البناء والإسكان.
تحدثت زينب المنفلوطي عن تشجيع والدتها لها على استكمال تعليمها، وأنها الفتاة الوحيدة في عائلتها التي أكملت تعليمها. التحقت في بداية دراستها بمدرسة “الحلمية الابتدائية”، ثم التحقت بمدرسة “الأميرة فوقية” الثانوية، وتذكر أن الشاعر علي الجارم كان يقوم بزيارة مدرستها، نظراً لعمله كمفتش بوزارة التربية والتعليم. تتذكر أيضاً من زميلاتها في المدرسة الإعلامية تماضر توفيق. وبعد انتهاء دراستها الثانوية، كانت رغبتها هي الالتحاق بكلية الحقوق، ولكنها لم تتمكن من ذلك بسبب رفض أعمامها. فالتحقت في عام 1939 بكلية الآداب بجامعة القاهرة، تحقيقاً لرغبة والدها الأديب لطفي المنفلوطي، حيث درست الفلسفة وعلم النفس رغم عدم ميلها لهما. وتذكر أن عدد الطالبات في دفعتها كان 4 فتيات فقط، ومعهم 20 طالباً. تتذكر من أساتذتها الدكتور عبد الرحمن بدوي، الذي تحدثت عن نبوغه، وإخلاصه لعمله، وحبه الشديد لمصر. بدأت أيضاً خلال المرحلة الجامعية في كتابة المقالات بإحدى المجلات، وتناولت إحدى مقالاتها أم المصريين صفية زغلول.
عقب تخرجها من الكلية، عملت في الشهر العقاري بوزارة الشؤون الاجتماعية، بمساعدة رائدة المحاماة نعيمة الأيوبي، وتتذكر أنها قابلت هناك الكاتب الكبير توفيق الحكيم، حيث كان يعمل بالوزارة أيضاً. استمرت في العمل بالشهر العقاري لفترة، ثم قررت، بعد افتتاح جامعة عين شمس، أن تلتحق بها لتدرس الحقوق من أجل الإفادة وتحسين عملها. وتتذكر أن أمين عام الشهر العقاري قام بتشجيعها ولم يعترض على حضورها للمحاضرات في أوقات العمل، حتى قامت الكلية بعمل محاضرات مسائية، كون عدد كبير من الملتحقين بها كانوا ممن يشغلون وظائف بالفعل. وتتذكر بعض زملائها البارزين، مثل صلاح منصور، وعبد الأحد جمال الدين، الذي كان أميناً عاماً للتلفزيون، ثم سفيراً لمصر في باريس، وأصبح وزيراً للشباب فيما بعد. وتتذكر رهبتها من المحاضرات في البداية، نظراً لعدم اعتيادها على عدد الطلاب الكبير الذي تواجد بكلية الحقوق، مقارنة بقسم الفلسفة الذي درست به. تتحدث كثيراً عن ذكرياتها في كلية الحقوق، وعن سعادتها لتمكنها في النهاية من تحقيق رغبتها الأولى. تزوجت خلال دراستها بكلية الحقوق من المستشار إبراهيم مظهر، وتتذكر تعاون زوجها الشديد معها لإتمام دراستها.
انتقلت بعد ذلك إلى الإدارة القانونية بهيئة تعاونيات البناء والإسكان. ثم حصلت لاحقاً على إجازة دون راتب حتى تتمكن من السفر إلى جنيف مع زوجها بحكم عمله، وكان المستشار الإقليمي لمكتب العمل الدولي بمنظمة العمل الدولية. سافرت معه بعد ذلك إلى إسطنبول بتركيا، ثم إلى بيروت بلبنان، والتي ظلت بها لمدة عام.
عادت بعد ذلك إلى مصر مرة أخرى، وإلى عملها بهيئة تعاونيات البناء والإسكان، واستمرت في الترقي، حتى أصبحت رئيسة الإدارة القانونية. وتتذكر العلاقات الطيبة والمليئة بالمحبة التي جمعتها بموظفي وموظفات الإدارة، وكيف استمرت علاقتها بهم حتى بعد أن أحيلت إلى المعاش، فكانت بمثابة الأم لهم جميعاً.
37498197(202)+
37497527(202)+
12 شارع سليمان أباظة، الدقي – الجيزة.