مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

عزيزة حسين

( 1919 - 2015 )
تاريخ المقابلة
9 أكتوبر 2000
الأرشيف

عزيزة حسين

رائدة العمل الاجتماعي

في هذه المقابلة تتحدث عزيزة حسين، إحدى رائدات العمل الاجتماعي في مصر، عن مسيرتها مع العمل، حيث كانت أول امرأة عربية يتم ترشيحها للجنة المرأة بمنظمة الأمم المتحدة، وأول من وضع تنظيم الأسرة على أجندة المنظمة. ترأست الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بالانتخاب عدة مرات، وهي أول من تحدث عن صحة المرأة الإنجابية في مصر، ومن أوائل من كتبوا عن الحقوق القانونية للمرأة. أسست جمعية تنظيم الأسرة وكافحت ختان الإناث عبر سبعة عقود.

تتحدث عزيزة حسين عن نشأتها في ظل أب شديد الوطنية، وهو طبيب النساء والولادة الدكتور سيد شكري، وتتحدث عن استنارته سواء على المستوى السياسي أو الديني، وعنه تقول: “يعنى مستنير جداً في كله، سياسياً ودينياً، وكل حاجة الحقيقة. كان صديق لكل أصحابنا الشباب يحبوه، صاحبهم حتى مش أبوهم، كلهم يفتكروه على طول… ومكتبته إيه مليانة حاجات إيه ونفضل نقرا من كل الكتب العربي مهمة والإنجليزي مهمة كله كل شىء مش معقول، فآدى أبويا. وبعدين هو كان فاتح عيادتين، واحدة فى “ميت غمر” وواحدة في “زفـتـى”، كان فاتح عيادتين وكان نص العيانين بتوعه ببلاش، حتى يديلهم الدوا كان شخصية.. كريم وعظيم”. تتحدث أيضاً عن والدتها التي نشأت في ظل ظروف عائلية صعبة ما كان لها تأثير سلبي عليها فيما بعد.

التحقت عزيزة في بداية دراستها بمدرسة المير دي ديو الفرنسية ودرست بها لمدة خمس سنوات، ثم انتقلت بعد ذلك إلى الكلية الأمريكية وظلت لمدة عام بالقسم الداخلي، ثم التحقت بالقسم الخارجي وظلت به منذ كان عمرها 9 سنوات حتى بلغت 16 عاماً.

تتذكر عزيزة حسين مختلف أسفارها بصفتها حرم السفير أحمد حسين، وبصفتها الشخصية أيضاً. فقد قامت بزيارة الولايات المتحدة في عام 1952، وكان ذلك قبل تولي زوجها مهام السفير هناك، وقبل ثورة يوليو 1952. وجاء سفرها عبر دعوة لإلقاء محاضرات عن مصر بشكل عام، وخاصة عن قضايا المرأة. وكانت الدعوة من قبل مجموعة تدعى “مجموعة أصدقاء الشرق الأوسط”. استكملت إلقاء المحاضرات بعد أن أصبح زوجها سفيراً لمصر بالولايات المتحدة. تناولت محاضراتها مختلف الموضوعات، مثل المرأة المصرية، والقضية الفلسطينية، ومشروعات أحمد حسين في مصر، مثل المساكن الشعبية والمراكز الاجتماعية والضمان الاجتماعي. وتتذكر رهبتها في بداية الأمر، حيث لم تكن لديها الخبرة الكافية في ذاك الوقت، فكما تقول: “الأول ببقى مرعوبة وأنا بتكلم كده كمحاضرة، عمري ما خضت محاضرة. اتعلمت والطريق صعب جداً إنى أقول محاضرات من غير ما أكون أنا مؤهلة لها. وبعدين اتعودت بقى آخد وأدى معاهم أما يسألوني أسئلة، لقيتني بقى بنطلق حلو جداً، وأبص ألاقى يكتبوا فى الجورنال تاني يوم كأنى أنا كنت كويسة، مع إنى أنا مرعوشة، إنما كويسة وقت الرد”. بعد قيام الثورة، تناولتها في محاضراتها، وانشغلت بالحديث عن الإصلاحات التي تحدث داخل مصر.

ذهبت في وقت لاحق إلى جزر الكاريبي برفقة زوجها بدعوة من الأمم المتحدة بهدف القيام بدراسات وأبحاث في المراكز الاجتماعية بهذا الإقليم، وقد جاءت هذه الدعوة نتيجة لقيام زوجها بتأسيس عدد من المراكز اجتماعية بمصر. قامت بتفعيل حوار في الولايات المتحدة في إطار التبادل الثقافي والحضاري، وتتذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر قد منحها نيشان الكمال في عام 1955 تقديراً لجهودها.

عقب عودتهما هي وزوجها من الولايات المتحدة، قاما بالعمل مع عدد من الجمعيات الأهلية في مشروعي تنظيم الأسرة وختان الإناث، وتصف هذه الجمعيات قائلة: “الجمعيات كان عندها التزام برضه وفكر”. خلال نفس الفترة، مثلت مصر في الأمم المتحدة نزولاً على رغبة الحكومة المصرية، واستمرت بها خلال الفترة من عام 1962 وحتى عام 1977.

سافرت بعد في تلك الفترة لحضور مؤتمر بسنغافورة تحت رعاية “الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة” كي تتعرف على سير عملية تنظيم الأسرة في العالم، وكما تقول: “فالاتحاد الدولي هو اللي فتح لي الباب إني أعرف العالم الدولي بالنسبة لتنظيم الأسرة بإني أحضر مؤتمرات”. وقد أدى التعاون مع الاتحاد الدولي إلى تأسيس “اللجنة المشتركة لتنظيم الأسرة” التي ضمت عدة جمعيات، وكانت تهدف إلى العمل والتعاون المشترك بينهم. وقد نتج عن ذلك تأسيس “الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة”. وقد تم اختيار عزيزة من قبل الاتحاد الدولي لتمثل مصر، ثم تم تعيينها بعد ذلك كنائبة لرئيس الاتحاد، وفي عام 1977، تم انتخابها رئيسة للاتحاد. وفي نفس العام عُرض عليها منصب وزيرة الشئون الاجتماعية، ولكنها رفضت خوفاً من المسئولية والبيروقراطية، فكما تقول: “لأن عرفت الحياة هي إيه، وعرفت أن البيروقراطية دي إهدار للحياة”.

قامت بعد ذلك بتأسيس مشروع متكامل لتنظيم الأسرة، وكذلك مشروع لأسرة المستقبل، ومشروع للأحوال الشخصية، كما قامت بمشروع بالتعاون مع جامعة عين شمس. وتذكر أن نجيبة عبد الحميد تولت إدارة مشروع الأحوال الشخصية، وتم تكوين مجموعات عمل مع رجال الدين ورجال القانون ومجلس الشعب ومشيخة الأزهر بهدف تعديل قوانين الأحوال الشخصية غير المنصفة للمرأة كما ذكرت. تتذكر أيضاً قيام الجمعية بإرسال تلغراف إلى رئيس الحكومة آنذاك، مصطفي خليل، احتجاجاً على القانون الجديد الذي يمنع المرأة من الطلاق على أساس الضرر.

تم إلحاقها بعد ذلك بلجنة شئون المرأة العاملة في وزارة الشئون الاجتماعية، إلى جانب نوال السعداوي ويحيي درويش. كذلك قامت بالعمل في “اللجنة القومية للسكان”، ولكن تذكر أنها لاقت العديد من الصعاب في تلك الآونة. كما قامت بتمثيل هيئات أهلية في مؤتمر سكاني بعُمان، وقام الأستاذ ماهر مهران بتفويضها لتشكيل لجنة لمتابعة القضايا المطروحة في المؤتمر، ولكنها اضطرت لترك اللجنة على إثر بعض المشكلات التي واجهتها.

في عام 1979، قامت عزيزة بإنشاء جمعية “الممارسات الضارة بصحة المرأة” بالاشتراك مع السيدة عزيزة كامل، في إطار النشاط الموجه إزاء محاربة ختان الإناث، وكما تقول: “كنا مع “نادى سيدات القاهرة” من سنة 79، عملنا أول مؤتمر، عمل حركة كبيرة، والناس إبتدت تشوف إن ده مهم وكده، وفضلت تشتغل تحت مظلة الجمعية إلى سنة 92 لما طلعنا وبقينا جمعية مستقلة عشان ما نندمجش في جمعية “تنظيم الأسرة ” اللي هي فرع من “الإتحاد الدولي””. وقد توسع نشاط الجمعية ليشمل بعض المحافظات الأخرى. وتتذكر أن محافظ المنيا قد قام بتشكيل لجنة خاصة لمكافحة ختان الإناث بالمنيا.

لا يوجد مقاطع فيديو