مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

عطية القوني

( 1922 - 2004 )
كلمات مفتاحية
الأرشيف

عطية القوني

ناشطة في مجال العمل الاجتماعي

في هذه المقابلة تتحدث عطية القوني، إحدى رائدات العمل الاجتماعي والحاصلة على نيشان الكمال، عن نشاطها الخيري والتنموي الموسع. تخرجت من كلية البنات، وانشغلت بالعمل الاجتماعي والتطوعي، وكونت رابطة زوجات الدبلوماسيين، وكانت عضوة في “جمعية هدى شعراوي” وعضوة مجلس إدارة “جمعية الوفاء والأمل” وعضوة في “جمعية تحسين الصحة”. افتتحت السفارة المصرية في روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقاً) مع زوجها السفير محمد عوض القوني.

ولدت عطية القوني في ظل أسرة تكونت من شقيقتها، وشقيقيها، ووالدها، وكان من ذوي الأملاك، ووالدتها التي درست بمدرسة الفرنسيسكان. ثم عملت كمتطوعة في جمعية “المرأة الجديدة”، وكانت على معرفة بهدى شعراوي وصفية زغلول، ما عزز مساهماتها الوطنية. بدأت دراستها في المرحلة الابتدائية في مدرسة مصر الجديدة الابتدائية، وكانت ناظرتها في ذلك الوقت السيدة إقبال العربي، وعن مدرستها الابتدائية تقول: ” بديعة، بديعة. عملنا الروضة هناك، وكان في ابتدائية، شهادة ابتدائية، وبعد كده الواحد يتنقل للمدارس الثانوي. وكانت في غاية السعادة يعني، في غاية الأصول والسعادة، والمدارس المظبوطة تمام، والمدرسين على مستوى مدهش”. التحقت بعد ذلك بمدرسة ثانوية بالجيزة، ولكنها وجدت صعوبة في دراسة المواد الرياضية وطلبت من والدها أن يقوم بنقلها لكلية البنات، وقد كان، واستكملت دراستها بها حتى حصلت على شهادة البكالوريا بعد 3 سنوات، وفي السنة الرابعة حصلت على دبلومة تخصص، أما السنة الخامسة والنهائية فكانت الدراسة فيها بالجامعة الأمريكية. وتذكر بعض زميلاتها في فترة الدراسة، ومنهن قدرية الحكيم وعزيزة مرعي ونفيسة لبيب. كان والدها شديد التحفظ والخوف على بناته، وبعد انتهاء دراستها المدرسية، رفض بشكل قاطع دخولها الجامعة، لرفضه التام لمسألة الاختلاط ورفضه أيضاً لعمل الفتيات، ولكنه اهتم في المقابل بتثقيفها ودراستها في المنزل للغات والآداب والفنون. وكان ذلك في فترة الثلاثينيات.

بعد تخرجها من المدرسة، اهتمت بالانضمام إلى بعض الجمعيات الأهلية، ومنها جمعية تحسين الصحة مع مؤسستها ليلى دوس، وتذكر أن اشتراك الجمعية كان 25 قرشاً آنذاك. وكان من ضمن أنشطتها مدرسة داخلية لتوفير مأوى للأطفال المصاب آبائهم بأمراض صدرية، من أجل القضاء على خطر الإصابة بالعدوى من آبائهم، بالإضافة إلى أسواق خيرية، وقد شاركت في العديد من أنشطة الجمعية، وخاصة الأسواق الخيرية السنوية.

تزوجت عطية بالسفير محمد عوض القوني وسافرت معه إلى الهند في عام 1941، نظراً لعمله كقنصل هناك في ذاك الوقت، وكان عمرها 19 عاماً. وعن هذه الفترة تقول: “كان إحساسي في شويه رهبة بدون شك، لأن ظروف الحرب كمان… يعني إحنا مثلاً من السكة بتاعت السويس لبومباي في 16 يوم على مركب اسمه ايه كارجو، كارجو هولندية، شوف البحر الأحمر ده كله وبعدين المحيط الهندي عشان توصل بومباي بعد 16 يوم. كان يعني زي ما تقول مغامرة عجيبة… وخصوصا ماعرفتش جوزي مدة طويلة قبل ما نسافر، كنت باحس إزاي أبويا وأمي كده فرطوا فيه على طول، إزاي سابوني أمشي كده على طول”. خلال هذه الفترة سافرت لمدة خمسة أشهر إلى كابول مع زوجها لاستقبال السفير الجديد هناك، ثم عادت إلى الهند مرة أخرى.

بعد عودتها من الهند إلى مصر وانجابها لابن وابنة، سافرت مرة أخرى مع زوجها إلى موسكو، وكانا أول من يذهب من مصر إلى الاتحاد السوفيتي بشكل رسمي، وقام زوجها بافتتاح السفارة هناك. وعن هذه الفترة تقول: “كان وقت الحرب…. كان كل ده له زي ما تقول طابع خاص بيدق في مخ الشاب أو الشابة، إنه الإنسان مش رايح يتفسح مش رايح يتفرج على العالم كده، إنه رايح يشتغل ورايح يؤدي واجبه الوطني”. استمتعت بفترة تواجدها بموسكو، خاصة بما رأته من مختلف الفنون، فكما تقول: “كان كفاية التياترو وكفاية البولشوي، كل الحاجات دي الواحد يدرسها ويتثقف بيها، دي كانت متعة، كانت متعة”. انشغلت أيضاً في هذه المرحلة بدراسة اللغة الروسية وأتقنتها. ونظرا لعدم وجود سفارات، اقتصرت الحياة الاجتماعية على الزيارات المنزلية. عادت بعد ذلك إلى مصر، ولكن بقي زوجها لاستكمال عمله هناك. وتذكر أنها خلال فترة تواجدها بموسكو استقبلت الرئيس السابق جمال عبد الناصر في أول زيارة رسمية له، وقام بمنحها نيشان الكمال.

استمر سفرها مع وزجها لدول مختلفة مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وكذلك للأمم المتحدة لتمثيل مصر لمدة 30 عاماً حتى عام 1970. وتتحدث عطية عن مصاعب عملها كزوجة سفير ومشقة العمل الدبلوماسي الذي حرمها من الراحة والإجازات في أغلب الأوقات، فتقول: “أنا حياتي كسيدة زوجة سفير، ماكنتش بالعب، ماكانش عندي وقت إن أنا اتفسح وكده لأ، كان كله واجب واجب صح”.

بعد استقرارها في عام 1970 بمصر، عادت للعمل الاجتماعي والتطوعي مرة أخرى، وانضمت لعدد من الجمعيات ومنها “جمعية هدي شعراوي” المسماة حاليا بجمعية “المرأة الجديدة،” التي تضم حضانة، ومدرسة، ومأوى للأطفال؛ وتحدثت عن قيام الجمعية بتوسيع أنشطتها وافتتاح مصانع للحصول على سيولة مالية أكثر استقراراً من الاعتماد فقط على التبرعات. كما أصبحت إحدى عضوات مجلس إدارة “جمعية الوفاء والأمل”، التي تشمل مدرسة حكومية، ومدرسة أخري تابعة للجمعية، ومكتبة، وقسم لتأهيل الفتيات، وأوركسترا للكفيفات هو الوحيد من نوعه في العالم على حد قولها، وأصبحت عضوة كذلك في اللجنة الخارجية القائمة بجمع التبرعات.

في الثمانينيات كونت رابطة لزوجات الدبلوماسيين، وقامت بعقد عدد من المحاضرات التي كان هدفها تدريب زوجات الدبلوماسيين على مهامهن المختلفة وكذلك وإعدادهن ومساعدتهن في الشئون الخاصة بهن خلال فترات سفرهن.

ترى عطية أن خبرتها العملية وما تعلمته في الحياة يعود بداية لزوجها، ثم لتعاملها مع عدد من الجنسيات والثقافات المختلفة، وكذلك سفراء الدول المختلفين. كما ترى أن كونها زوجة لدبلوماسي وظيفة في حد ذاتها تلقي عليها مسئولية كافة الجوانب الاجتماعية في التمثيل الدبلوماسي.

لا يوجد مقاطع فيديو