مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

ماري أسعد

ماري أسعد

ناشطة نسوية وخبيرة تنموية

تتحدث الرائدة ماري أسعد، عالمة الأنثروبولوجيا وخبيرة التنمية الاجتماعية والناشطة في مجال حقوق النساء، في هذه المقابلة عن رحلتها مع التعليم والعمل الاجتماعي. درست علم الاجتماع وعلم الإنسان في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. اهتمت ماري أسعد بتنمية حي الزبالين بالمقطم، وهي من أهم المناهضات لختان الإناث، كما شاركت في تدشين المؤتمر الدولي للتنمية والسكان عام 1994 مع عزيزة حسين وأخريات. كانت عضوة نشطة في الكنيسة الأرثوذكسية، وأصبحت عضوة في المجلس العالمي للكنائس، بالإضافة لتقلدها منصب نائبة الأمين العام المساعدة للأمانة العامة لمجلس الكنائس العالمي لتصبح أول امرأة تتقلد هذا المنصب.

ولدت ماري بحي الفجالة بالقاهرة، وتتحدث عن والدتها وكيف تأثرت بها بشكل كبير. تعلمت والدتها تعليم فرنسي، وتحكي كيف تمتعت بقوة الشخصية، وكيف اختارت زوجها بنفسها وكان ذلك غير معتاد آنذاك. تحدثت أيضاً عن اهتمام والدتها ببناتها الأربعة وابنها، ورغبتها في تفوقهم؛ وكيف رفضت رغبة شقيقتها في الالتحاق بكلية البنات الأمريكية نظراً لخوفها من التحرر الزائد بالمدرسة، ولكنها خضعت لرغبة ابنتها في نهاية الأمر. حدث موقف مشابه عندما رغبت شقيقتها في الالتحاق بالجامعة الأمريكية، واعترضت والدتها على مبدأ الاختلاط، ولكنها أذعنت مرة أخرى في النهاية. كانت والدتها أيضاً هي المسئولة عن كافة شئون الأراضي الخاصة بالعائلة وجمع الضرائب والتعامل مع الفلاحين. كما جاءت أولى الوظائف التي عملت بها ماري عن طريق والدتها، التي لم ترغب لها في العمل مع الأمريكيين أو في بيئة عمل مختلطة، لذلك طالبت مديرة مدرستها أن تقوم بتعيينها بالمدرسة دون علمها.

في بداية دراستها التحقت ماري بمدرسة ابتدائية حكومية، ثم التحقت بعدها بكلية البنات الأمريكية والتي التقت فيها بالعديد من صديقاتها اللاتي أكملن معها رحلتها للنهاية، وتذكر منهن عزيزة حسين وفيبي شكري. اهتمت ماري وشاركت مع زميلاتها في كافة الأنشطة المدرسية. كما شاركت في الأنشطة المختلفة ورحلات منظمة الشابات المسيحيات. وقد تم إرسالها مع عضوات شابات إلى أول مؤتمر للمنظمة عقب الحرب العالمية الثانية في رام الله.

تتذكر ماري انغماسها في أنشطة المنظمة وقيامها بتطويرها، وتشجيعها علي عودة أعضاء سابقين وجمع الكثير من الأموال. كما تتذكر أنه قد تم الاستغناء عن الأعضاء الإنجليز في عام 1951، والرغبة في ضم أعضاء مصريين إلى المنظمة، وكيف تم تجديد المعسكرات، وإلقاء محاضرات. تمت دعوتها بعد ذلك للعمل في سويسرا وذكرت أنها قبلت الوظيفة دون الحصول على موافقة والدتها. نالت أيضاً تدريباً في الأمم المتحدة بفضل سكرتيرة المنظمة، وتبوأت منصب السكرتيرة العامة في عام 1954. حصلت بعد ذلك على درجة الماجستير في علم الاجتماع وعلم الإنسان. وقد عملت في تلك الآونة في مركز البحوث الاجتماعية في الجامعة الأمريكية.

تحدثت ماري عن عدم رغبتها في الزواج نظراً لطبيعتها الثائرة وحبها للاستقلال، ولكنها تزوجت في نهاية الأمر. كانت ماري أيضاً عضوة نشطة في الكنيسة الأرثوذكسية، ورغبت في توسيع أنشطة الكنيسة، وأصبحت عضوة في المجلس العالمي للكنائس، إلى جانب دور زوجها في ضم كنيسته للمجلس بصفته عضواً بارزاً في الكنيسة البروتستانتية.

حصلت أيضاً على منحة من منظمة الصحة العالمية للحصول على الدبلوم في مجال تنظيم الأسرة من إنجلترا. كما انتدبت مفوضة في اللجنة الطبية المسيحية بالمجلس الأعلى للكنائس بفضل مديرة المنظمة، الأستاذة ليلي الحمامصي، نظراً لعملها في مجال مناهضة ختان الإناث وصحة المرأة بشكل عام.

عرض عليها العمل كنائبة لسكرتير عام المجلس، فيليب بوتر، في سويسرا، ولكنها رفضت في بداية الأمر نظراً لرغبتها في العمل مع الناس وتقديم المساعدات، ولكنها قبلت المنصب في النهاية. وتتذكر تعرضها للتمييز، وتشكيك البعض في حصولها على المنصب لو لم تكن امرأة.

تحدثت ماري عن إنجازاتها في المجلس للنهوض بدور المرأة وتمثيلها واهتمامها بأن يكون هناك تعاون دائماً ما بين الفتيات والفتيان. وقد عملت على عدة مشروعات تتعلق بالمرأة سواء من المنظور الديني أو الصحي. اهتمت أيضاً بإعادة قراءة الأديان من منظور نسوي.

انضمت بعد ذلك إلى “رابطة حماية البيئة”، وأصبحت عضوة في مجلس إدارتها، ولكنها استقالت منه بعد ذلك وأصبحت تؤدي مهام مستشارة تنموية.

قامت ماري بعمل دعوة شاملة إلى الجمعيات والمنظمات الأهلية من أجل بحث قضايا صحة المرأة وختان الإناث، وشاركت في تأسيس لجنة تنمية وصحة لتقديم مساعدات طبية وصحية إلى سيدات وفتيات في حي المقطم، والقيام بزيارات من قبل عاملين بالصحة، وقد قامت بعمل محاولة من أجل تعليم الفتيات بالحي القراءة والكتابة، ولكنها باءت بالفشل. تحدثت عن نشاطها في حي الزبالين بالقاهرة، ومعدلات الوفيات العالية في السابق للأطفال نظرا للتلوث المتفشي، وكيف تمكنت من توصيل التطعيمات وقامت فتيات الحي بإعطائها للأطفال، وبناء عليه تم خفض معدلات الوفيات.

تتذكر أيضاً قيام الأستاذة ليلي الحمامصي بتفعيل مشروعات إنتاج توفر دخل للفتيات، وأيضا مشروعات قراءة وتنمية بشرية وصحة، وأيضاً تفعيل مشروع إنتاج سجاد. وقد طلبت منها منظمة الشابات المسيحيات تقديم أحد الفتيات العاملات في مجال جمع القمامة في أحد المؤتمرات لتتحدث عن تجربتها، وعن تعليم فتيات الحي. تم أيضاً افتتاح حضانة ونادي للأطفال ومخيم صيفي يقوم بتعليم الحرف وقراءة القصص وتعليم الأغاني لأبناء الحي.

كما تذكر كيف تم عمل مبادرة لتشجيع إعادة التدوير، وقد تحدثت عن التطورات التي مر بها المشروع والذي أثمر عن تشغيل 100 فتاة. وكانت آخر مشروعاتها هي مشروع فرز القمامة من المنبع بحي الزبالين بالاشتراك مع أهالي الحي والشباب من منطقة المقطم، وبالتعاون مع د. أيمن محرم ومساعدة من الأستاذة نبيلة سعد، وتم توسيع المشروع ليشمل أحياء أخري مثل طرة والقطامية.

من ضمن ما تتذكره من إنجازات خلال رحلتها أنها قامت بافتتاح مدارس صيفية لتعليم القراءة والحرف اليدوية في سنباط بزفتي، وأيضا عملها كمستشارة غير رسمية للأنبا صموئيل، نظراً لعملها مع المجلس العالمي للكنائس. كذلك إصدارها لكتيبات تدريب وتقديم بحث يتعلق بختان الإناث ضمن فاعليات مؤتمر في الخرطوم دار حول الممارسات الضارة إزاء النساء.

شاركت ماري في تدشين المؤتمر الدولي للتنمية والسكان مع نهاد طوبيا وعزيزة حسين وعفاف جاد الله وداليا الطيب، كما شاركت في تأسيس مركز لتوثيق الأبحاث والمعلومات الخاصة بالختان، والعمل مع رجال الدين على مناهضته، كما تمت مخاطبة الرجال والشباب عن أضرار الزواج المبكر.

فيديو حوار مع ماري أسعد قامت به الجامعة الأمريكية في 4أبريل 1995
فيلم المرأة والذاكرة لماري أسعد