مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

ملك الشربيني

( 1929 )
كلمات مفتاحية
الأرشيف

ملك الشربيني

رائدة العمل الاجتماعي

في هذه المقابلة تتحدث ملك الشربيني، إحدى رائدات العمل الاجتماعي، عن بدايتها مع التعليم وكيف اهتمت بالعمل الاجتماعي والخيري حصلت ملك على شهادة البكالوريا من مدرسة الليسيه. ثم بدأت عملها التطوعي في “جمعية النور والأمل” في عام 1960، وهي من أوائل الجمعيات التي عملت على تنمية المكفوفين وتمكينهم، واستمرت بالجمعية حتى أصبحت رئيستها.

عاشت ملك في طفولتها في منطقة مصر الجديدة. وتتحدث في البداية عن أسرتها التي اعتبرتها أسرة ميسورة الحال، وعن والدها رجل القانون الذي استكمل دراسته في فرنسا وحصل على شهادة الدكتوراه إبان الحرب العالمية الأولى، وتقول عن معاملة والدها لها: “معاملة زي الأخ، زي الأم، تعامل جميل، صديق ويحب يقعد معانا يتناقش إيه الأخبار في المدرسة، حاجة في درس يناقشها معانا ويتكلم في أي حاجة في التاريخ، في الجغرافيا، الدين، كان الحقيقة مثقف جداً. أنا كنت أحب جداً القعدة مع بابا”. أما والدتها السيدة زينب سعيد مظهر، فكانت من أسرة عريقة ذات أصول تركية، درست في مدرسة السنية وأتقنت اللغتين الإنجليزية والعربية.

بدأت ملك دراستها بمدرسة نوتردام للراهبات، وعنها تقول: “نشأة الراهبات دي هي اللي خلقتنا… في كله، في الأخلاق، في الإنسانية، وفي المعاملات مع الناس، فيه حاجات كتير جداً إحنا ما خدناهاش غير من الراهبات”. انتقلت بعد ذلك إلى مدرسة الليسيه الفرنسية حتى حصلت على شهادة البكالوريا. ورغم تفتحه وحرصه على التعليم، رفض والدها التحاقها بالجامعة واكتفى بتعليمها المدرسي. لكن لحرصه على التعلم بشكل عام والاستفادة بالوقت، فقد سمح لها بالذهاب إلى مدرسة إيطالية لتعلم الرسم، حتى تمت خطبتها من المهندس كمال عز الدين. وتتذكر أن يوم خطبتها كان يوم خروج الملك فاروق من مصر، ثم تزوجت في عام 1952 وأنجبت منه 3 أولاد.

بدأت في عام 1960 رحلتها مع العمل الاجتماعي، وتذكر أنها قبل ذلك لم تكن مهتمة بفكرة العمل، وكانت تقضي أوقاتها في القراءة، والأشغال اليدوية، والاستماع إلى المذياع الذي عرفت من خلاله أنه يتم جمع تبرعات لجمعيات مثل “النور والأمل”، و”الهلال الأحمر”. في نفس الوقت حضر زوجها عدداً من الاحتفالات الخاصة بتلك الجمعيات وأخبرها عنها. وتروي أيضاً أن إحدى قريباتها شجعتها على الانضمام لأنشطة هذه الجمعيات الخيرية، وتحمس زوجها لهذه الفكرة وشجعها على المشاركة بدوره، وكما تقول: ” قال لي لا روحي قدمي هناك عشان أنتي كده حتزهقي، أنا بأقعد أشتغل آجي الساعة 12 بالليل”.

بدأت بالفعل العمل مع “جمعية النور والأمل”، وتذكر أن عضوات الجمعية كن من عضوات “جمعية الهلال الأحمر” اللاتي انشغلن برعاية المكفوفات، وبناء عليه أتتهم فكرة إنشاء جمعية خاصة برعايتهن، وبالفعل بدأن في جمع التبرعات. وكما تذكر، ساعدتهم جريدة “أخبار اليوم” بالدعاية، وكان من أعضاء الجمعية آنذاك الأستاذ حسنين هيكل وزوجته، ورأستها السيدة استقلال راضي. اهتمت الجمعية بإنشاء مدرسة وعمل فصول لمحو الأمية، وكذلك بتأهيل الفتيات ممن فاتهن قطار التعليم عن طريق تعلم مهنة مثل صناعة القش والسجاد والحصول على شهادة من خلال وزارة الشئون الاجتماعية، ومساعدتهن في الحصول على وظيفة. بدأت الجمعية بعد ذلك في تشغيل الفتيات داخل الجمعية نفسها. وقامت السيدة استقلال راضي بعمل مركز لصناعة البلاستيك. توسع نشاط الجمعية وشمل تعليم الفتيات الموسيقى والتريكو وصناعة الزجاج، كما تم إنشاء دار حضانة للمكفوفات، وكذلك تم إنشاء قسم خياطة للمبصرات على أن تقوم الكفيفات بعمليات التطبيق والكي، وذلك لتوفير عائد إضافي لأنشطة الجمعية. تم كذلك افتتاح دار ضيافة ومتجر لبيع المنتجات المختلفة للجمعية.

تحدث أيضاً عن أوركسترا النور والأمل التي تأسست بمساعدة الدكتورة سمحة الخولي، وتخرجت عضواتها من مدرسة الجمعية، ثم التحقن بالكونسرفاتوار، ثم الجامعة، وعنها تقول: “آه طلعوا كملوا هناك في الكونسرفاتوار الدراسة بتاعتهم وخدوا الدبلومة بتاعت الكونسرفاتوار بنات ممتازين، دولا قعدوا معانا سنين يدرسوا، البنت تيجي عضوة في الأوركسترا، كبرت وبقوا كلهم في الأروكسترا كبار مع بنات المدرسة. الكبار اللي طلعوا دلوقتي وصلنا تقريبا 45 بنت. بييجوا يذاكروا للبنات الصغيرين يدرسوا لهم. بس الحقيقة في الأوكسترا بمعنى إن فيه منهم طلعوا معاش، فيه منهم تعبوا عايزين يريحوا فإحنا مستمرين، برضو الدكتورة سمحة على طول مش سيبانا لما بنحتاج لمدرس بتبعت لنا على طول وهي بتشرف عليه الحقيقة ما شاء الله”. وقد سافرت الأوكسترا لإقامة حفلات في عدد من الدول المختلفة، ومنها النمسا، والأردن، والكويت، والإمارات، وتايلاند.

تتذكر ملك قصص نجاح فتيات الجمعية، وكما تقول عن إحداهن: “كانت دكتورة سعيدة حسني دي طبعاً من البنات القدام اللي كانت أيام ما اتأسست الجمعية وكده دي اللي خدت التأهيل من هنا وفضلت قاعدة هنا لغاية ما خلصت وكملت مع المدرسة وخدت البكالوريا من المدرسة، وراحت اشتغلت في شركة ممفيس قعدت فيها طول فترة ممفيس الحقيقة كانوا كويسين جداً معاها، كانوا يسمحوا لها أنها تروح الجامعة”.

تحدثت أيضاً عن أحدث إضافات الجمعية، مركز الحاسب الآلي، والنادي الثقافي الذي يضم كتب مكتوبة بطريقة برايل، وعيادة العيون، وكما تقول: “بنعلم الكمبيوتر ودلوقتي انفتحوا على الإنترنت برضو بس تحت إشراف ده بقى للمكفوفين. بس فيه مبصرين بييجوا قلنا لا ندي ليه ما نديش، بس الأغلبية معمولة للمكفوفين. عملنا برضو نشاط نادي ثقافي بنجيب بنات بتوعنا، اللي بيجي فيهم ينقلوا قصص مكتوبة ببرايل عشان يقروها وكده”.

استمر عمل ملك بالجمعية لمدة 45 عاماً، وأصبحت رئيستها في الفترة من عام 1981 وحتى عام 2007، لكن لم تتوقف عضويتها ومشاركتها بالجمعية بأنشطة الجمعية طوال الـ 45 عاماً.