مؤسسة المرأة والذاكرة عضو في
الرابطة الدولية لمتاحف المرأة

نادية شكري

( 1933 - 2012 )
كلمات مفتاحية
الأرشيف

نادية شكري

مونتيرة

في هذه المقابلة تتحدث نادية شكري، إحدى رائدات فن المونتاج في الشاشة المصرية، عن مسيرتها العملية، وكيف حصدت عدة جوائز من خلال عملها، وعملت مع عدد من كبار المخرجين في الكثير من الأفلام البارزة.

ولدت نادية شكري بحي شبرا بالقاهرة، في أسرة مكونة من أربع شقيقات وشقيق واحد، وكان والدها تاجراً للأقمشة، أما والدتها فكانت ربة منزل، وتتذكرهما بالطيبة والحنان، كما تتذكر حرص والدتها الدائم على احتوائها هي وأخواتها. التحقت في مرحلة الروضة والمرحلة الابتدائية بمدرسة البون باستير الفرنسية نظراً لقربها من محل سكنها. وتتذكر أنه لم يكن يسمح للطالبات بالتحدث باللغة العربية داخل المدرسة على الإطلاق، وأن مدرساتها كن من الراهبات الفرنسيات، وترى أنهن كن مهتمات بالتعليم وكذلك بنشر ثقافتهن، كما اهتممن بالتربية وتعليم الطالبات الكثير من المهارات، كآداب الطعام وغيرها، وكيف أرادت في وقت من الأوقات أن تصبح هي نفسها راهبة لشدة حبها لهن. بعد انتهاء دراستها الابتدائية، انتقلت مع عائلتها لمنطقة منشية البكري، فالتحقت بمدرسة مصرية ثانوية، ووجدت بها صعوبة في البداية نظراً لعدم دراستها للغة العربية من قبل. استكملت دراستها حتى المرحلة الثانوية فقط، وبعد فترة طويلة من تركها للدراسة، في عام 1957، قررت تعلم فن المونتاج، بناءً على اقتراح المخرج الأستاذ حسن رضا صديق العائلة. وبالفعل بدأت في التدريب وتعلم المونتاج على يد المونتير حسين عفيفي، حيث لم يكن معهد السينما قد تم إنشاؤه حينذاك. وتتذكر أنها لم تلاق أي رفض من العائلة لفكرة التدريب والعمل بمجال المونتاج والسينما بشكل عام.

أحبت نادية فن المونتاج وفكرة ترتيب المشاهد، وكانت تتخيل كيف يمكنها ترتيب المشاهد وتغييرها في فترة التدريب، قبل أن تبدأ في العمل بالأفلام. بعد حصولها على التدريب، عملت كمساعدة ثانية لحسين عفيفي، ثم مساعدة أولى، كما عملت كمساعدة أولى لرائدة فن المونتاج رشيدة عبد السلام في عدد من الأفلام، ومنها فيلم “بين القصرين” للمخرج حسن الإمام، الذي عملت معه لاحقاً كمونتيرة في 14 فيلماً من إخراجه، وكانت من الأفلام التي استمتعت بالعمل بها. وتتحدث عن معاملته اللطيفة وخفة ظله، كذلك عدم تدخله في عملها على الإطلاق. تحدثت أيضاً عن الفنانة سعاد حسني التي عملت معها في عدد من الأفلام ومن أشهرها فيلم “خلي بالك من زوز”، والتي تصفها بالشخصية الجذابة جداً، وتتحدث عن حبها الشديد لمهنة التمثيل. قامت أيضاً بالعمل في عدد من أفلام المخرج حسن رضا، وعدد كبير أيضاً من مسلسلات المخرج نور الدمرداش، ومع عدد من كبار المخرجين، ومنهم محمد خان، الذي قامت بعمل المونتاج لجميع أفلامه، وعاطف الطيب، وخيري بشارة، وتوفيق صالح، ويوسف شاهين. وتتذكر أن رشيدة عبد السلام وأميرة سالم، زوجة المخرج كمال الشيخ، هن من سبقنها فقط كسيدات عملن في مجال المونتاج.

تتذكر عملها كمساعدة لرشيدة عبد السلام في فيلم “أدهم الشرقاوي”، الذي جاء عن طريق الصدفة، حيث كان المساعد الأساسي بالفيلم هو المونتير محيي عبد الجواد، والذي لم يتمكن من استكمال عمله في الفيلم بسبب اختباراته الجامعية، فأكملت نادية عمله وقامت بعمل المؤثرات والمكساج. وتذكر أن المنتج رمسيس نجيب، وكان من أكبر وأهم المنتجين آنذاك، قد طلب إعداد الإعلان الترويجي للفيلم، وكانت رشيدة منشغلة بسبب سفرها، وطلبت من نادية أن تقوم بإعداد الإعلان المطلوب، وتتذكر أن الإعلان لاقى إعجاب مخرج الفيلم حسام الدين مصطفى بشكل كبير، كما لفت نظر رمسيس نجيب، وبناءً عليه طلب منها العمل معه في عدد من الأفلام فيما بعد، تذكر منها أفلام “العنب المر” و”التاج”.

تتذكر حبها للاختيارات الأصعب في عملها، ورغبتها في التميز وعدم تكرار ما قام به زملاء لها في أعمال سابقة، وكيف ترى أن عملها كان يتطلب منها التحلي بالصبر الشديد أثناء القيام به. تتحدث أيضاً عن التغيرات والتطورات التي طرأت على فن المونتاج على مر السنوات. كما تتحدث عن ذكرياتها مع عدد من المخرجين الذين عملت معهم، وكيف اختلفت طرقهم في التعامل مع مونتاج الأفلام، كما اختلف قدرتهم على تغيير أجزاء من هذه الأفلام أو التخلي عن مشاهد منها وحذفها.

تتحدث أيضاً عن التغيرات التي ترى أنها قد طرأت على المجتمع المصري فيما يخص العلاقات الإنسانية والقدرة على التسامح وتقبل الآخر.

وعن كونها امرأة في مجال كان أغلب العاملين به من الرجال، لم تر أن ذلك كان له تأثير سلبي عليها أو على عملها بأي شكل من الأشكال، نظراً لقوة شخصيتها وشجاعتها في التعامل، كذلك انشغالها الشديد بعملها واهتمامها به، الذي تصفه بأنه عمل إبداعي، وأنه كان أشبه بقص وتفصيل الفساتين.

قامت نادية شكري بعمل المونتاج لعدد من أهم وأبرز الأفلام في تاريخ السينما المصرية، ومنها على سبيل المثال أفلام “الرصاصة لا تزال في جيبي” و”الحريف”، وسواق الأتوبيس” و”الهروب”، وغيرها الكثير.