بحلول نهاية القرن التاسع عشر بدأت الأعراف والتعريفات الأوروبية للجنون التي استقت أصولها من الطب النفسي الجديد في التغلغل إلى البلاد نتيجة للتدخل الأوروبي لتحل محل الأعراف المحلية، مؤدية إلى إحداث تغييرات في تعريف الجنون وفي نظرة المجتمع له وطرق التعامل معه. ويتناول العدد الثالث من سلسلة أوراق الذاكرة بعنوان الجنون والمرأة في مصر نهاية القرن التاسع عشر تأثير هذه الأعراف والتعريفات الأوروبية على نظرة المجتمع في مصر للجنون وانعكاس ذلك على وضع النساء في المجتمع، سواء المريضات أو المعالجات. كما يتناول العدد صوت الفرد –المفعول به –ومعرفة مقدار قبول أو رفض هذه الأفكار الحداثية وبالتالي قدرة الأفكار المحلية على الصمود أمام تلك الأفكار. ويثير العدد مجموعة من التساؤلات حول علاقة الثقافة الغربية الوافدة بالثقافة المحلية السائدة في المجتمع المصري ومدى تفاعل أفراد ومؤسسات الدولة –الطبية والقضائية –مع تلك الأفكار.